بين طيش الجامع.... وحكمة التصحيح ... حضرموت ستنتصر!!!

بين طيش الجامع.... وحكمة التصحيح ... حضرموت ستنتصر!!!



بين طيش الجامع.... وحكمة التصحيح ... حضرموت ستنتصر!!!



شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعد وتيرة  نشاطات الفريقين المتخاصمين المتمثلين في تحضيرية المؤتمر الحضرمي الجامع الذي يتزعمه المقدم الشاب عمرو بن حبريش ولجنة تصحيح مسار الجامع الذي يتزعمه الأستاذ الحكيم عبد المجيد وحدين.فبعد أن تم حشر التحضيرية في الزاوية, بسبب مواقفهم المتعنتة تجاه توسيع المشاركة والتمثيل لكل الطيف الحضرمي , وبسبب تصريحات وأطروحات العديد من قياداته التي إتسمت بالنزق والطيش وعدم المسؤلية وثقافة التسلط والقوة , الغريبة عن المجتمع الحضرمي , المنفتح على الأخر والمنسجم مع ثقافة الحوار والتنوع.وقد برزت هذه التوجهات والممارسات بكل وضوح من خلال الموقف المتصلب لممثلي التحضيرية في لقاءات لجنة التوفيق برئاسة د. محمد الجوهي ,وإصرارهم على أنهم هم من يقرر مصير حضرموت والجامع ,ولا مكان للآخرين معهم إلا بمقدار تبعيتهم لهم وبكل ما يقررونه لحضرموت ,على المبدأ الفرعوني (أنا اريكم ما أرى), ومن خلال لقاءات برنامج (مكاشفة) على فضائية حضرموت والتصريحات الإعلامية في المواقع التي شارك فيها صقور التحضيرية ,الكثيري ونصيروبشير ,وحتى الدكتوربايزيد الذي سرت إليه العدوى, كلهم أجمعوا أنهم هم من بادر وهم الصح وهم القادة النجباء لحضرموت ولا أحد غيرهم ,وإن قطارهم قد تحرك والقدي قد إمتلأ ولامكان للآخرين فيه, ومن أراد معهم فليلحق بهم على السطوح, إن إستطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ونسيوا أو تناسوا بان حضرموت أكبر من هذه الترهات وإن ثقافتها وحكمتها ,أوسع من أن تحتويها مثل هذه الأفعال النزقة والطائشة والغريبة عنها ,والتي أدخلتها اليهم الثقافات المسخ المحتضرة ,القادمة من الجنوب والشمال خلال الخمسين عاما الماضية. نعم ثقافة حضرموت في التعايش والتنوع وإعتماد الحوار لحل الخلاف وإرثها في الحكمة ,التي إمتلكتها منذ آلاف السنين ,والحزم لردع التمادي في الغي والتسلط والطيش.كل هذه الثقافة وقفت سدا منيعا أمام مساعي التسلط المستندة على أوهام السلطة ,والتي أرادت حرف مسار المؤتمر الحضرمي الجامع عن مساره الطبيعي ,الذي يتطلع إليه كل الحضارمة في الداخل و المهجر وإمتصت إندفاعه المدمر,وأرغمته على تغيير سلوكه, ليتواءم مع تطلعات الحضارمة وثقافتهم سواءا بإرادة قيادة التحضيرية أو تحت الضغط . وها نحن اليوم نراهم ينفذون بعض مطالب وإطروحات التصحيح من الجلوس والتحاورمع المكونات القبلية والسياسية والمدنية وإن كانت بصورة إنتقائية وشكلية ,والتي كان يفترض القيام بها بصورة صحيحة وشاملة قبل الشروع في أية تحضيرات للجامع. وعلى أية حال فإن هذا التوجه الجديد لقيادة التحضيرية ,بقدر مايبين إعترافها الذاتي بالقصور الذي رافق تشكيل وعمل اللجنة التحضيرية حتى الآن,فإنها قد بينت أيضا أن توجهات ونشاط تيار التصحيح قد أثبت فاعليته على الأرض في الداخل والمهجر وإنها تحظى بتعاطف شعبي ونخبوي ,وأنه قد أصبح من الضرورة بمكان أن يلتقي الطرفان لتجاوز خلافاتهم وإعادة قطار الجامع إلى مساره الصحيح وتوسيع المشاركة فيه وقيادته بصورة موحدة وتوافقية.

وها نحن نرى أن قيادة التصحيح قد نقلت عملها إلى المديريات بتشكيل لجان تصحيح المسار كما حصل في الشحر والقطن وقريبا في بروم وميفع وحوره....إلخ.وهذه خطوة أساسية لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية على مستوى المديريات لإنجاح المؤتمر الحضرمي الجامع وتصحيح مساره.كما إنها حظيت بإعتراف لجان المؤتمر الحضرمي الجامع لمغتربي السعودية وشرق آسيا وشرق أفريقيا, كما تقوم لجنة التواصل القبلي بالتحضير لعقد لقاء موسع بساحل حضرموت لمناقشة القضايا المرتبطة بهيكلة حلف حضرموت وتدوير رئاسته على طريق التحضير لعقد مؤتمر الحلف وإنتخاب رئيسه الجديد الذي سيعقد في الوادي خلال شهر مارس الحالي.
ويتبين من نشاطات الفريقين المتخاصمين إن كليهما قد بدآ يتوجهان, لخلق المداميك الصحيحة للمؤتمر الحضرمي الجامع , من حيث توسيع المشاركة المجتمعيه لإنجاحه وتوسيع التمثيل في لجانه التحضيرية ومندوبيه والفهم الصحيح لآلياته العلمية ومدخلاته ومخرجاته وعلى رأسها إيجاد المرجعية الحضرمية التوافقية الموحدة وهيكلها التنظيمي ونظامها الداخلي الذي يحكم عمله المؤسسي ولا يسمح بتسلط الفرد أو القبيلة أوالحزب الواحد عليه.وإن المؤشرات قد بدأت تظهر جليا , بإجماع كل الحضارمة في الداخل والمهجر لعقد المؤتمر الحضرمي الجامع وإنجاح أعماله وأن تكون مخرجاته نموذجا حيا ليس فقط على مستوى حضرموت وإنما على مستوى الجنوب والشمال, وإن حضرموت ستنتصر وستقدم نموذج جديد لحل الخلافات , وستقدم الرؤية الواقعية للحكم التي تتسع للجميع ,ولا تلغي الأخر سواءا داخل الهويات المختلفة أوفيما بينها , ولإخراجها من حالة الضياع والتمزق والكوارث والحروب والدمار التي عايشتها لما يقارب نصف قرن, وكانت مصدر تهديد مستمر للسلم الإجتماعي للإقليم المحيط والعالم برمته.

*ناشط سياسي وإعلامي ومؤسس وعضو إعلامية حلف حضرموت

إرسال تعليق

0 تعليقات