الإمارات واغتيال وطن

الإمارات واغتيال وطن

صالح  الفقير  البيضاني

الإمارات دخلت الجنوب، ويا ليتها لم تدخل..!.فعلت ما لم تفعله كل الحكومات والدول التي حكمت أو سيطرت على اليمن ، وبسطت عليه..على مر التاريخ.
بقدر ما تعطي..  بأضعاف ما تأخذ.
بقدر ما تضحكنا، بأضعاف ما تبكينا.. طعنتنا في الخاصرة،
وأخذت من الذبيحة الكبد، وأكلت من اللحم الكتف..

صادرت هويتنا.. ولاءنا ..شموخنا.. انكسر شموخ اليمني العريق تماما!
عزته.. تاريخه العريق..وجوده التليد.. مجده العتيق.. نسبه القديم.. كل رأس ماله!. ذاب إباؤه وكبرياؤه كـ (فص) الملح.
أخذوا عنا قدوتنا، وقادتنا.. فعلوا ما لا يخطر لمجرم أن يفعله!.
أوذينا في شيوخنا وعلمائنا.. علمنا وحضارتنا وثقافتنا ومجدنا. لا أشد من أن يؤذى الوطن في فكره، ومفكريه.

الإمارات اليوم
أبوا إلا الفتك بنا، شعبا، وقيادة، وعلماء.
راهنوا على تغييب العلماء، وإحلال الجهل والتخلف بيننا.

فتحوا ملفا لم يفتحه العالم كله، ملف استهداف العلماء..
قبح الله الأفكار التي خطرت ببالهم!
أبوا إلا الزج بالعلماء في لعبة قذرة، لا يريدها العلماء، ولا هي من اختصاصهم أو اهتمامهم.

ألم يجدوا ألا أن يفكروا هذا التفكير؟!
سلسلة من القواصم تضم قائمة من السرج المنيرة في يمنننا المظلم.. التي راهنوا على إطفائها.. وإخمادها.. ففعلوا، ويفعلون..
العالم العدني عبدالرحمن بن مرعي.. -وإن لم تزعموا اغتياله- فقد طالته الأيدي في تزمتكم مع الشعب، وتساهلكم في أمن الدين والعلماء.. ضحيتكم ضحيتكم.. ولكم نصيب الأسد، وإن لم تروا الفريسة!.
شيخ العلوم المتفنن.. ياسين الحوشبي العدني -كان اليوم ضمن مسلسلكم المرعب الطويل.. حرقا بكل جرأة وثقة وبشاعة.
لحق بإخوانه من العلماء ضمن حلقة من حلقات هذا المسلسل الممنوع من العرض.
الأمن الفكري لم يعد اليوم بمأمن.. صار اليوم مبلغا يُستهلك وقت الحاجة إليه.

حسبنا الله ونعم الوكيل! أفجعونا في مشايخنا، قهرونا في علمائنا، أوجعونا في قتلانا!.

لا فرق عندهم بين حوثي خبيث، وبين سني عالم، حين مخالفة بنودهم، وتجاوز خطوطهم التي رسموها.

اليمن تمر في مرحلة تنطمس فيها شخصيتها،
تتغير هويتها،
تندرس حضارتها،
يغيب صالحوها ومصلحوها،
لتصبح تابعا أصيلا بامتياز.

أخشى أن يمر الزمان فلا تكاد تجد فيها إلا قائدا عميلا، أو جنديا خائنا، أو عالما! منافقا.

أو عالما معتزلا، عرف اللعبة، وقرر عدم المشاركة، لتناله سهام دعاة الوطنية والتحرير.. وترشقه تخويناتهم وتشويهاتهم.

ومع كل هذا أرضَونا بمشاريع خيرية! وأعمال تطوعية! وحديث عن حماية اليمن وإحقاق شرعيته وحريته وثرائه!.

جرت علينا اللعبة تماما بأبعد وأكثر مما خططوا لها.
اليمني الطيب ضحكوا عليه،  ويضحكون، والعدل الإلهي يعيد للبريء حقه، ويأخذ من الظالم جبروته، ويجازيه عليه.

خذوا ما تشاؤون، ودعوا لنا شيوخ العلم.
أطفئوا الإنارات، وخربوا الكهرباء، واكسروا المصابيح.. المصابيح كلها، وخلوا لنا مصابيح الهدى، والكتاب والسنة.

اغتالوا الوطن، الوطنية.. الولاء..  الشعب.. الحياة.. الأمان!.. ودعوا العلماء ما ودعوكم.

حلتم بيننا وبين كل جميل، فهل بقي معكم غير العلماء؟!

ثم:
ألمٌ لا يتوقف، وجرح نازف لا يلتئم..
سيفيق اليمنيون من هذا السبات، ولو بعد حين!.
ولكن بعد ماذا؟؛ وقد نشب الفأس في الرأس.

ثمة شيء وحيد ما زال يسليني أمام هذه المصارع:
"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته"
"وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد".

ما لا أصدقه بحال ولن أصدقه:
رضا حكومة بلاد الحرمين عن هذه الممارسات.

#صالح_الفقير_البيضاني

21/محرم/ 1439هـ

لمراسلتنا وتزويدنا بالأخبار المختلفة على الائميل :
جميع الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017

إرسال تعليق

0 تعليقات