■ حضرموت
اليوم | متابعات :
قال عبدالباري عطون رئيس تحرير "رأي اليوم " أن الرئيس
الراحل علي عبدالله صالح اصطحبه يوما إلى أحدِ القواعد العَسكريّة خارج صنعاء،
وقال له أنّه يُريد أن يشاهد عَرضًا لـ”أوبريت” من تأليف الرئيس وأشرف على إخراجه،
وسَيكون من ضِمن فَقرات الاحتفال بذِكرى الوِحدة.
وتابع عطوان قائلا :"فضَحكت وخاصّةً عندما وقف مثل المايسترو
يُعطي الإشارات لمَجموعة الجُنود المُشاركة وسط موسيقى عالية، فقال لي ما أضحكك،
قلت يا سيدي نَقبل أن تكون رئيسًا، وشيخًا قبليًّا، وخبيرًا عَسكريًّا، وداهية
سياسيًّا، لكن لا مُؤلّفًا ومُخرجًا لأوبريت فَنّي فهذهِ كبيرةٌ عليّ.. أرجوك اترك
هذا الأمر لأصحابِه.. فلم يَقبل هذهِ المَزحة وبَدأ الغَضب على وَجهه، حيث ارتسمت
الكَشرة (نُمرة 11) على جَبينه، وهي أحد القَواسم المُشتركةِ بَيننا.
وأضاف في مقال له :"اتّفقنا
مع الرئيس اليمني الرّاحل علي عبد الله صالح واختلفنا مَعه أكثر، حول العَديدِ من
القضايا اليمنيّة والعربيّة، وكان بَيننا وبينهُ حواراتٍ ساخنةٍ، ولكنّها لم تُعكّر
أجواء الوِد والاحترام المُتبادل التي استمرّت لعُقود".
وقال :"التقينا على أرضيّة مُعارضة المَشروع الأمريكي في
العِراق، و”عاصفة الصّحراء” التي أدّت إلى تَدمير هذا البَلد العربي الأصيل،
وجَمعنا سويًّا مع عربٍ آخرين ما سُمّي في حينِها “مُعسكر الضّد”، الذي ضَمّ
دُولاً مثل السودان والجزائر والأردن وموريتانيا وتونس، مِثلما جمعنا أيضًا الوقوف
في الخَندق المُواجِه لـ”عاصفة الحزم”، وعُدوان التّحالف العَربي بقيادةِ
السعوديّة على اليمن، ولكنّنا اختلفنا معه عِندما قَرّر الانضمام إلى هذا التّحالف
قبل ثلاثةِ أيّامٍ من مَقتلِه، وهو المَوقف الذي صَدمنا والكثيرين مِثلنا، خاصّةً
أنّه لم يُسعفنا الوَقت لنَعرف أسراره وخَفاياه".
وفي آخر زيارة لعطوان إلى
صنعاء كانت في أيّار (مايو) 2000 تَلبيةً لدعوةٍ شخصيّةٍ من الرئيس لحُضور
الاحتفال بالذّكرى العاشرة للوحدة اليمنيّة التي كان الرئيس صالح يَعتبرها أبرز
إنجازاتِه، التقاه أيضا عدّة مرّات أثناء زياراته للندن وبرلين وعواصم أوروبيّةٍ
أُخرى، قبل عام 2011 الذي شَهِد الاحتجاجات الشعبيّة الضّخمة التي قادت إلى نِهاية
حُكمِه.
ووصف عطوان اللّقاءات الصحافيّة مع الرئيس صالح بالممتعة، لأن الرجل
يَحظى بعفويةٍ مُحبّبة، ويتحدّث على سَجيّته، ويُجيب عن الأسئلةِ بصراحةٍ نادرًا
ما تُوجد لدى العَديد من الزّعماء العَرب الآخرين، ممّا يُوفّر للصّحافي عناوين
رئيسيّةً جذّابةً للقارِئ، وتوزيعًا لافتًا لصحيفتِه أو مَطبوعتِه.
■ جميع الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017
0 تعليقات