الرئيس هادي القائد الذي يعيد صناعة حاضر ومستقبل الوطن ..

الرئيس هادي القائد الذي يعيد صناعة حاضر ومستقبل الوطن ..

كُتب بواسطة: اللواء الركن: فضل حسن العمري


انيطت بالرئيس عبدربه منصور هادي مهمة قيادة سفينة الوطن في منعطف تاريخي حاسم تمر به المنطقة العربية . ، هذا المنعطف مثل نتاج تراكمات وعواصف وازمات سياسية واجتماعية واقتصادية وتنموية طويلة الأمد وبدات تعبر عن نفسها من خلال الحاجة الشعبية الى تحولات نوعية جذرية شاملة وعميقة ضهرت الى الوجود بصورة معقدة وبشكل ثورات اجتماعية عاصفة اتسمت بثورتها الشبابية العفوية شهدتها المنطقة العربية في وقت متزامن لتشكل انفجار اجتماعي سياسي هائل خارج عن كل التوقعات وأدوات السيطرة المتاحة وغير منظم ناتج عن تفاعل مجمل العوامل السلبية والازمات التراكمية المزمنة المتناسلة عن بعضها في مختلف مجالات الحياة على مستوى كل قطر وعلى المستوى القومي بشكل عام. 
اليمن لم تكن استثناء عن واقعها العربي وبالذات الانظمة الجمهورية التي فشلت ان تجاري متطلبات الشعوب واحتياجاتها المتنامية بقدرا معتبرا من التنمية كما حققته الدول العربية الاخرى التي اثبتت انها عصية على الاهتزاز بما سميت بثورات الربيع العربي.
ويمكن القول ان الحراك الجماهيري السلمي الجنوبي الذي انطلقت فعالياته بشكل سلمي ديمقراطي منظم عام 2007 كان له سبق الريادة في اشعال فتيل ما سميت بثورات التغيير .. هذا الثورة الحراكية وان راى البعض انها اتسمت بطابعها الجهوي الشطري ومطالبها الأنية والمرحلية المحددة الا انها شكلت احد اشكال التعبير الجماهيرية عن ازمة المنظومة السياسية العتيقة السائدة - سلطة ومعارضة - والواقع الوطني بشكل عام وفشل كل محاولات الترقيع والاصلاح ، والاهم من ذلك انها شكلت البداية الحقيقية في تحرير الوعي والثقافة المجتمعية من حالة الركود والسبات المزمن ومقاومة كل اساليب التدجين القسري للوعي ومثلث أول تحدي ومواجهة ميدانية مباشرة مع الارهاب الفكري والمادي المنظم ، وكان لها اثرها الايجابي التراكمي بامتداد الساحة الوطنية وبدات بفعلها ازمات الواقع المختلفة تظهر الى الوجود بأشكال ووسائل تعبير مختلفة منها الأزمة داخل مؤسسة الحكم واستفحال الصراع بين السلطة والمعارضة وحرب صعدة بدايات محاولات التمرد الحوثي الكهنوتي وغيرها من القضايا التي استثمرتها جيدا احزاب سياسية ووظفتها مع الاسف بشكل انتهازي لتحقيق مكاسب ذاتية وحزبية على حساب قضايا ومصالح الوطن العامة والاستراتيجية ومطالب الشعب في التغيير الشامل 

لقد تخلقت حركة التغيير في بيئة اجتماعية ووطنية ثورية مواتية وواقع مأزوم ومنظومة عاجزة كليا عن ايجاد البدائل والمعالجات وجاءت مطالب التغيير الشامل والكلي عنوان بارز لهذه الثورة التي تعرضت اكثر من غيرها من ثورات ما سمي بالربيع العربي الى محاولات احتواء وتدجين وتوظيف سياسي حزبي ضيق، اذ ابتدعت فيها القوى التقليدية القديمة في الحفاظ على وجودها واستمرارها اليات ووسائل ومشاريع وشعارات مختلفة لاحتواء هذه الثورة او اعادة تسويقها في مشاريع قديمة بأغلفة ثورية جديدة الامر الذي وضع البلد على هاوية الانفجار والسقوط المريع نحو المجهول وجاءت المبادرة الخليجية وتدخل الاشقاء بكل حرص عوضا عن الدول الاخرى الراعية للسلام مدفوعا بعدة اسباب ومخاطر وحسابات مصالح داخلية وخارجية مختلفة ومتناقضة مع بعضها ساهمت في مجملها بوقف الانفجار والحرب ومنع تمدد الاحداث والتطورات خارج اطارها الوطني الملتهب والاهم من ذلك ترحيل الأزمات واحتواء الإرادة الشعبية بتحقيق تغيير جزئي في هيكل السلطة وداخل قمة بنائها الهرمي واعادة رسم خارطتها على اساس من التوازنات الجديدة تحقق الشراكة( سلطة ومعارضة ) وهذا لم يحقق طموحات الجمهور بصورة كلية كما انها لم تخمد بشكل كلي بذور الثورة والتمردات ولم تعالج اسباب النزاع والازمات.

* عبقرية الرئيس هادي

التحول النوعي والاهم في إعادة تدوير عجلة الانعتاق ودفع قاطرة التغيير قدماً حصل بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي بإجماع الكل .. تباينت التقييمات والقراءات لحظتها حول شخصية وممكنات وقدرات القائد الجديد لليمن في مثل هكذا مرحلة تاريخية عصيبة .. وعلى عكس القراءات والتوقعات السلبية والخاطئة التي تم الترويج لها واشاعتها داخل المجتمع كان الرئيس هادي اكثر الشخصيات السياسية استلهاما لإرادة ومطالب الشعب وتطلعاته علاوة على كونه كان يحمل مشروعا شاملا ومتكاملا لإعادة بناء اليمن الجديد ومشروعه الحضاري الذي شرع في تنفيذه بالرهان على الجماهير نفسها، وبدعم دولي واقليمي كبير لعملية التغيير السلس والمتدرج ، في اليمن.. عبقرية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في تحقيق مشروعه تجلت من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي جعل منه القاعدة المشروعة والمنطلق الوطني الجماهيري السليم لمشروع بناء اليمن الجديد , من خلال ذات المؤتمر نجح فخامته في صياغة مجمل الاسس التشريعية والفكرية والنظرية ووضع استراتيجية بعيدة المدى لإعادة بناء الدولة والمجتمع وفق اسس معاصرة تحقق متطلبات الشعب في العدالة الاجتماعية والتنمية الوطنية المستدامة و المتوازنة ومكافحة الفقر والبطالة والجريمة والارهاب وتحقيق معايير ومتطلبات وشروط الامن الداخلي والاستقرار الاجتماعي والقضاء على بؤر الصراعات المزمنة من اجل السيطرة غير المشروعة على الثروة والسلطة. 

والجدير بالإشارة ان من ابرز خيارات ومتطلبات معالجة اشكالات الواقع وأزماته التي صاغتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل تمثلت في اعادة التقسيم الفيدرالي المتوازن - العدالة الانتقالية – وتطوير المبادئ والمؤسسات والممارسات الديمقراطية بأشكالها المختلفة - تحقيق منظومة الحكم الرشيد - وآلياته ووسائله والرقابية والمحاسبية ووضع المعالجات لأسباب ونتائج ومخلفات الصراعات الداخلية القديمة وغيرها من القضايا . 


وفي الجانب الاخر وعلى الصعيد التنفيذي ومن خلال سلطاته الدستورية المخولة له من الشعب شرع الرئيس ومنذ اليوم الأول لتوليه السلطة في فكفكة مجمل عناصر ومكونات بنية الدولة العميقة القديمة وتحالفاتها التقليدية التاريخية غير المقدسة وحواضنها الاجتماعية والسياسية واسوارها واسيجتها الحامية لها ، وكذا تحرير الاقتصاد الوطني من هيمنة المافيات وعصابات التهريب والتهرب الجمركي والضريبي والقضاء على هيمنة الاقتصاد الطفيلي واستهدافه بشكل قوي ومباشر لكل قلاع الطغيان و الفساد التاريخية التي ظلت الى ذلك التاريخ حصينة امام الشعب وبعيدة المنال عن رياح التغيير 

وحده الرئيس عبدربه منصور هادي بما يمتلكه من شجاعة ذاتية وعبقرية قيادية ودعم وتفويض شعبي استطاع الاقتراب والمهاجمة المباشرة لمعاقل الفساد والهيمنة وعصابات النفوذ والسلطة والقوة وتحالفاتها النفعية ومصالحها غير المشروعة و التي كان الحديث عن سلبياتها وجرائمها الى الامس القريب من المحرمات و المستحيلات ويوجه نحوها عواصف التغيير.. وخلال وقت وجيز تمكن من احداث ذلك الزلزال الكبير في بنيانها الذي لم يتوقعه احد ولم يدرك البعض حتى الآن اثره وحجمه و اهميته وابعاده.

لقد كانت معركة الرئيس عبدربه منصور هادي مع هذه القوى معركة مصيرية فاصلة وحاسمة يتحدد من خلالها خياران لا ثالث لهما ، اما انتصار هذه القوى المتخلفة واستمرار ( هيمنتها ) وطغيانها ومشاريعها التدميرية واما انتصار ارادة الشعب وبناء اليمن الجديد، على انقاضها ومما لاشك ان القوى القديمة التي نجحت عبر قرون من الزمن في فرض هيمنتها ومصالحها واعادة صياغة الواقع وتسخيره لخدمة بقائها واستمرارها ومصالحها كانت ولا زالت تمتلك الكثير من عناصر قوتها المادية والاقتصادية والثقافية والروحية المذهبية وكشفت الاحداث ان عناصر قوتها الثقافية والاخلاقية والروحية المنحرفة التي غرستها وزرعتها داخل في قطاع كبير من المجتمع بشكل تراكمي لازالت تشكل العقبة الكأداء امام عملية التغيير والخلاص, وفي مواجهتها لعملية التغير نجحت هذه القوى المتعفنة من استنفار كل مقوماتها واسلحتها المختلفة المادية والروحية واعادة صياغة تحالفاتها وتجاوزت خلافاتها وتناقضاتها وتمكنت من حشد وتعبئة كافة قواها ومكوناتها في هذه المعركة الوطنية المصيرية التي اختزلتها من معركة ضد قوى وارادة التغيير والبناء والتنمية الى معركة ضد شخصية الرئيس هادي كرمز وقائد لمهمة التغيير والبناء واستنجدت ذات القوى بتحالفات اقليمية خطيرة ومدمرة لواقع البلد ومستقبل المنطقة برمته، ولا غرابة ان تظهر الى الواجهة في مثل هذه الظروف مليشيات الحوثي الانقلابية كرمز واداة وشعار لهذه المعركة نظرا لما تمتلكه من جذور موروث ومؤهلات عميقة داخل المجتمع وفي تاريخها المظلم ، قدمت نفسها كوريث جديد لإعادة احياء مشروع الامامة الكهنوتي واداة خطيرة لتمزيق النسيج الاجتماعي الداخلي ووحدته الوطنية والعقدية على اساس من الفرز المذهبي والعصبوي الطائفي الشاذ والعضي ، والاخطر من ذلك ظهرت الى الوجود او بالأصح خرجت من كهوفها الغابرة كأداة وذراع للغزو الاستعماري الفارسي المجوسي بعباءته الخمينية الجديدة ، وذهب هذا الاستعمار الى التفاخر بأمجاده وانتصاراته بالإعلان عن هيمنته على صنعاء رابع عاصمة عربية واعتقد من خلالها انه استكمل في بناء الهلال الشيعي الايراني المطوق لمنطقة الجزيرة والخليج. 

التغيرات والتدخلات الخارجية وما تشكله من مخاطر وتحديات مصيرية بالنسبة لليمن ومنطقة الخليج العربي والامن القومي العربي حتمت وفرضت على الرئيس عبدربه منصور هادي الانتقال بالمعركة من اجل حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة الى طور جديد نعيش وقائعه اليوم بعد أن فشلت كافة الخيارات السلمية الأخرى لثني هذه الجماعات عن مشروعها الانقلابي الظلامي وكما سجل بالأمس انتصاراته المتتالية والمتسارعة على جبهة العمل السياسي والسلمي تتواصل انتصارات هذا القائد المنقذ على الجبهة العسكرية وفي المحافل الدولية والاقليمية وجعل من قضية اليمن قضية تهم العالم والامن الدولي والاقليمي واجماع مجلس الامن الدولي حول القضية اليمنية تمثل احد الدلالات التي تتجسد من خلالها نجاحاته وانتصاراته .

قد يرى البعض ان الوقت مبكراً لازال للحكم على النجاحات والنتائج والاحتمالات لهذه المعركة وهي منتصرة بإذن الله وماضية نحو تحقيق غاباتها النبيلة وشواهدها تتسع وتنمو يومياً على الارض، لكن يمكننا الاشارة باختزال الى اهم الانجازات والانتصارات الاستراتيجية المحققة حتى الان ومن ابرزها. 
- فكفكة بنية الدولة العميقة بكل مكوناتها وتحالفاتها التاريخية التقليدية القديمة وتدمير معظم محاور ارتكازها وممكنات اعادة انتاجها وسيطرتها
- تعرية المشروع الامامي الكهنوتي الحوثي وإظهار بشاعته وجرائمه وارتباطه وتكامله العضوي بالمشروع الايراني وفضح اهدافه ومخاطرة على مستوى اليمن والمنطقة وعلى الأمن والسلام الدولي . 

- التصدي للمشروع الايراني الامامي الكهنوتي وتدمير ممنهج ومتواصل ومتكامل الحلقات لمجمل عناصر ومكوناته البنيوية والثقافية والسياسية والفكرية والمادية والاقتصادية والعسكرية واثر ذلك لا ينحصر على اليمن وحدها ، بل يخدم المنطقة كلها . 
- اعادة بناء مؤسسة الدفاع والامن وفق اسس ومعايير وطنية وحدويه معاصرة وجعلها قوة المواجهة المباشرة للمتدد الفارسي في الجزيرة العربية علاوة عن كونها رمزا لقوة وسيادة اليمن الجديد وضمانة لحماية امنه واستقراره والدفاع عن سيادته وخياراته السياسية الديمقراطية التنموية. 
- خلق متطلبات وشروط وضمانات نجاح التغيير في اليمن على مختلف الصعد والأهم من ذلك بناء ثقافة وعي اجتماعي وسياسي وطني تنموي جديد وتمكين قوى الثورة الجديدة حاملة مشروع التغيير وحماته وبناته من السيطرة والهيمنة و الادارة المحلية للمناطق المحررة. 
اقرا ايضا :أم الأولويات !


- وضع اللبنات الرئيسية والاجراءات العملية التنفيذية لبناء تحالف اقليمي وعربي في مواجهة التحديات والمخاطر والتآمرات التي تعصف بالمنطقة ، هذا التحالف الذي تجسد على الأرض من خلال عاصفة الحزم ، وفي الإجماع العربي حولها يمثل لبنات رئيسه في صياغة استراتيجية مشتركة بمكونات وابعاد شاملة اقتصادية امنية عسكرية - بالمنطقة والعالم العربي ، ومثل هذا التحالف والتعاون والشراكة الاستراتيجية التي نراها اليوم على الأرض ظلت الى ما قبل عاصفة الحزم واعادة الامل مجرد تصورات نظرية واحلام طوباوية يلعكها القادة في مؤتمرات القمة العربية ولم تجد طريقها الى التنفيذ، ويمكن القول ان الرئيس عبدربه منصور هادي والملك سلمان بن عبدالعزيز وخليفة بن زايد قد شرعوا الابواب لمثل هكذا تحالف عربي وبهذه الاستراتيجية المهابة من شأنها ان تشكل تحول جذري في الامن القومي العربي و في طبيعة العلاقات بين دول وشعوب المنطقة وتضافر وتكامل مسؤولياتها المشتركة ليس فقط في الجانب العسكري والامني ولكن في مختلف جوانب الحياة. 

ونحن نتحدث عن انجازات الرئيس هادي خلال خمس سنوات على الصعيد الوطني ، فإن أهميتها الاستراتيجية لا تقاس بالأرقام والبيانات والحسابات اللحظيه المظلله للرأي العام ، ولكن خلال خلق البيئة والممهدات والمتطلبات والشروط الوطنية والإقليمية والدولية المواتية لإعادة بناء اليمن الجديد.. والحديث عن هذه الانجازات يعني الحديث عن تشكل خارطة جيوسياسية امنية تنموية لليمن والمنطقة جديدة للمنطقة تتخلق اليوم من خلال عاصفة الحزم واعادة الامل على الساحة اليمنية. 


حين اقول ان الرئيس عبدربه منصور هادي قد وضع المداميك ومحاور الارتكاز الاولية والقوية لبناء اليمن الجديد بشكل عام انما انطلق من حقيقة الوعي بطبيعة التحولات الكلية العميقة في خارطة اليمن ومكوناتها الجغرافية وتضاريسها وتحالفاتها وعناصرها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هذه التحولات تبلورت مضامينها واهميتها من خلال ثلاث محطات رئيسية .. المحطة الاولى تمثلت في توليه قيادة البلد والشروع بعملية التغير من خلال جملة القرارات التي اتخذها ..والمحطة الثانية ما بعد مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته والمحطة الثالثة عاصفة الحزم واعادة الامل .. اليمن اليوم غير ما كانت عليه بالأمس القريب اليمن القديم بكل مقوماته وقواه ومشاريعه المتخلفة لم يعد له وجود ولا يمكن اعادة انتاجه حتى وان ضهرت بعض رموزه ومشاريعه بين الحين والاخر بفعل عوامل خارجية الا انها ضعيفة التأثير وهالكة .

- ان المعركة من اجل الوطن لا زالت في اشدها والقوى المنهزمة التي تمثلها الجماعات الحوثية الانقلابية الكهنوتية لا يمكن تستسلم بسهوله و ما زالت مستميتة في الدفاع عن مشاريعها الماضوية التفكيكية التدميرية وحتى يتحقق النصر والانجاز النهائي الحاسم في القضاء عليها ينبغي على كل الوطنيين الالتفاف حول فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي القائد الذي قدر له ان يقود واحدة من اعظم واكبر واخطر معارك الوطن في التاريخ المعاصر وتحمل اعباءها الجسيمة بكل قدرة واقتدار. 
نحن نخوض اليوم غمار معركة مصيرية على مختلف الجبهات العسكرية والسلمية دون استثناء وينتصر فيها حاضر ومستقبل الوطن في أن يبقى وطناً قوياً موحداً أو يضمحل في بحر الفوضى والأزمات والنسيان ...في هذه المعركة لا توجد مناطق رمادية يحلو للبعض ان يتمترس بها او يختفي فيها ، فالذي يختلق المبررات للتهرب من ساحة المواجهة الحقيقة والمصيرية إنما يقف في المحصلة النهائية في صف اعداء هذا الوطن مثله مثل من يختلق القلاقل ولاضطرابات في الصف الداخلي.
مما لا شك فيه ان الحرب قد فرضت علينا ولم يكن بمقدورنا تجنبها إلا بالانصياع لإرادة القوى الانقلابية والتسليم بإعادة اليمن إلى ظلام الإمامة وعبوديتها وطغيانها وهذا مالا يقبله العقل والمنطق.. وكانت الحرب خيار لا مفر منه تجلب الويلات و المآسي والدمار للشعوب والأوطان وتتخللها اوجه قصور وأخطاء وسلبيات وتتعطل فيها أمور الناس وحياتهم الطبيعية لكن لا يمكن ان تكون هذه الثانويات او الافرازات الجانبية لمثل هكذا صراع كبير شماعة او مبرر للتخلي عن واجباتنا ومسئولياتنا الوطنية او كيل التهم والاساءة لشخصية رئيس الجمهورية الذي يسعى جاهدا وبكل جدارة ان يقدم لوطنه ما عجز عنه الاخرون ، علينا أن لا نطلق الاحكام الجاهزة والقناعات الاستباقية الجامدة.. وحدها الشعوب المؤهلة ثمن انتصاراتها اليوم قادرة على جني ثمار هذه الانتصارات في الغد . 

ختاماً نقول للانتهازيين والانهزاميين والمشككين عليكم ان تبحثوا تحت ركام الأحداث التي مرت بها اليمن خلال السنوات المنصرمة عن اجابة لتساؤل بسيط هو: ماذا لو ان هناك رئيس اخر غير عبدربه منصور هادي حمل المهمة في مثل هذه الظروف؟ ما لذي يمكن ان يقوم به او يعمله لصالح هذا الوطن ومستقبله ؟ وهل كان بإمكانه ان يصنع من الانجازات والانتصارات ما صنعه هذا القائد؟

الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها

-------------------------
 حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي بين تيرست
 حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك
 حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي لينكد ان
 حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر
جميع الحقوق محفوظة لموقع حضرموت اليوم عاجل©2018

إرسال تعليق

0 تعليقات