تنافس الكبار على كرسي الحكم في ليبيا هل سيكون مخاض للسلام أم استمرار للصراع؟!

تنافس الكبار على كرسي الحكم في ليبيا هل سيكون مخاض للسلام أم استمرار للصراع؟!

أحدث المقالات


من المقرر أن تشهد ليبيا في ديسمبر المقبل أول عملية انتخابية رئاسية، بمساعدة واشراف مباشرين من الأمم المتحدة، سيتم من خلالها انتخاب أول رئيس للدولة على مرحلتين، تبدأ الأولى في 24 من شهر ديسمبر، بينما تجرى جولة الاعادة بعد 52 يوما من ذلك، أي عقب الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر يناير 2022. رغم انها أول تجربة لانتخاب رئيس للدولة عبر الاقتراع المباشر، الا ان هناك مؤشرات تؤكد على انها ستكون تجربة انتخابية لافتة، ينتظرها الليبيون بفارغ الصبر وبكثير من الحماس، والى جانب الصبر والحماس ، فالليبيون يحذوهم أمل كبير.. أمل بأن تكون هذه الانتخابات مدخل لمرحلة جديدة، مرحلة يستعيد من خلالها هذا القطر العربي أمنه واستقراره الذي فقده طوال السنوات الماضية، وأن يحل السلام في ربوعه ولكل أبناءه، فالشعب الليبي أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، وخسر بسببها الكثير من الأرواح والأموال والمقدرات، يأمل الجميع من هذه الانتخابات أن تكون المخرج من هذه الحرب ونهاية للصراعات الدموية، التي دمرت ليبيا وأعادتها عقودا للوراء، وأن تكون بداية عهد وانطلاقة نحو السلام والأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية والتطور والرخاء لشعبنا العربي في ليبيا. رغم كل الآمال الكبيرة والتطلعات التي يحملها الليبيون، الا ان الانتخابات الرئاسية القادمة لن تكون سهلة، والمنافسة فيها ستكون ساخنة ومحتدمة، خاصة ان هناك عدد كبير من المتنافسين على كرسي حكم الدولة العربية الأفريقية الغنية، الذين توافدوا على مراكز المفوضية الوطنية الليبية منذ اليوم الأول لاعلانها فتح باب الترشح، لتقديم أوراق ترشحهم فيها، وهي المرحلة الأولى للانتخابات وتستمر حتى السابع من ديسمبر. ان ما سيجعل من هذه الانتخابات محتدمة وغير سهلة ليس بالعدد الكبير للمترشحين فيها، انما لوجود عدد من المرشحين ممن يحق أن نطلق عليهم انهم مرشحون من العيار الثقيل، وأهم هؤلاء الأقوياء الكبار، نجل الشهيد القذافي وذراعه اليمنى في النظام السابق سيف الاسلام القذافي، وعقيلة صالح رئيس البرلماني الانتقالي الحالي، والجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، وعبدالحميد الدبيبه رئيس وزراء الحكومة الحالية، وفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، مع احترامنا لبقية المرشحين ومكانة كل منهم، الا ان المنافسة ستنحصر بين هؤلاء الأربعة، لأسباب كثيرة من الناحية الواقعية وما يمتلكون من امكانيات، فكل واحد من هؤلاء الأربعة يمتلك سند قبلي ومناطقي كبير، كما يتمتعون بنفوذ مالي وعسكري وسياسي واضح، الى جانب كون كل واحد من الأربعة له امتداد خارجي ولكل منهن منهم داعمين اقليميين ودوليين، فمنهم من يحظى بدعم اوربي غربي مثل الدكتور سيف الاسلام القذافي، ودعم خليجي عربي مثل الجنرال خليفة حفتر، الذي تحدثت تسريبات عن قطعه وعود للولايات المتحدة بأنه مستعد للتطبيع مع "اسرائيل" في حال فوزه بمنصب الرئيس، وداعمين عرب وأفارقة من الجوار الليبي لعقيلة صالح، ودعم اقليمي لوزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي هو أقرب لتركيا وقطر، ودعم من الوسط الاوربي لرئيس الوزراء الحالي، الذي يكفيه انتماءه لمنطقة مصراتة وما أدراك مامصراته، المنطقة التي كانت ولاتزال صاحبة التأثير القوي في المتغيرات السياسية والصراعات في ليبيا. ان كل ماتقدم يجعل من فرص المتنافسين الأربعة متقاربة، ولكن يظل القرار الحاسم بيد الشعب الليبي وحده، فالليبيون هم من سيحددون من خلال الصناديق رئيسهم القادم، ورغم كل المخاطر المحدقة بالعملية الانتخابية الرئاسية، والتعقيدات والمخاوف المحيطة بها، الا اننا على ثقة تامة بأحفاد عمر المختار، بأنهم سيكونون على قدر المسؤلية التاريخية تجاه وطنهم ومستقبله، وسيتوجهون جميعهم نحو صناديق الاقتراع، ليقولوا كلمتهم الفصل وليحددوا رئيسهم، كون هذه الانتخابات تمثل بوابة الخروج من نفق الحروب والصراعات، وسينطلقون من جديد الى احلال السلام، وللعمل معاً لبناء وطنهم وتحقيق غد ليبي جديد ومشرق.


الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها...




إرسال تعليق

0 تعليقات