✍:محمد سالم بارمادة
الخيانة لفظ ذا وقع قوي على النفس قبل الأذن ، ففي حياتنا الشخصية
يؤدي وقوع الخيانة إلى تدمير الثقة بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو اقتصرت
الخيانة على عدم الإيفاء بوعد أو عهد ، ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة
إنسان أو قتله أو أهانته وجرح مشاعره .
فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا الخيانة , فإننا لا
نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر , أينا كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين وتصبح
في عداد الخونة .
في مقالتي هذه لن اذهب بعيدا وسأكتفي بذكر احدث خيانة وقعت ألا وهي
خيانة حاشد وبكيل وسنحان وخولان لـ علي عبدالله صالح , فقد تعرض الرئيس السابق علي
صالح لخيانة كبيرة من حراسه وعناصر قبلية كانت تقاتل ضمن ألوية الحرس الجمهوري , وكانت
الخطة العسكرية والأمنية التي اعتمدها صالح بالاتفاق مع القبائل كانت تقضي بأن
تتولى العناصر القبلية الصفوف الأمامية بدعم من حراسته الشخصية الممثلة في اللواء
الأول «حرس جمهوري»، إلا أن العناصر القبلية التي سبق لها أن سهلت دخول الحوثيين
إلى صنعاء عام 2014 انسحبت من مواقعها وتركوا الرجل وحيدا مما سهل للمليشيات الحوثية
الإرهابية القبض عليه وقتله بدم بارد والتمثيل بجثته .
على الرغم من إن علي عبدالله صالح كون جيشا عائليا وقبليا إلا إن كل
المؤشرات تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك من إن الرجل اغتيل عن طريق خيانة مدفوعة الثمن
استلمها شيوخ قبائل حاشد وبكيل وسنحان وخولان وغيرهم من القبائل في طوق صنعاء , على
الرغم من هذه القبائل حتى وقت قريب كانت تلتف حول علي عبدالله صالح وتمجده وتقدم
له القرابين و الولاء والطاعة .
لقد اقترف شيوخ قبائل حاشد وبكيل وسنحان وخولان جرما وعارا عظيما بخيانتهم
لمن وثق فيهم , ولان الخيانة تعني عدم المروءة , فالإنسان الذي (الذي لا يملك
المروءة) يمكنه أن (يبيع عرضة وشرفه) كما يمكنه أن (يبيع وطنه) ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن
هان عليه وطنه يهون عليه عرضه و شرفهُ ببساطة .
وأخيرا أقول لـ حاشد وبكيل وسنحان وخولان وغيرهم ... ما من عرف أو دين
أو عقيدة أو فكر يبرر لكم خيانتكم للمرحوم علي عبدالله صالح .. أنه العار نفسه أن
تخونوا من وثق فيكم وائتمنكم .. انه عار لن يكتفي أن تلبسوه وحدكم يا شيوخ قبائل حاشد
وبكيل وسنحان وخولان بل حتى جميع أهلكم وذريتكم ، و سوف ينظر لكم أهل اليمن
البسطاء شزرا والخيانة تبقى خيانة ووجه قبيح لا يجمله شئ ولن يرحمكم أو يصفح عنكم
التاريخ , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن ....
حفظ الله الرئيس عبدربه منصور هادي .
■ جميع
الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017
0 تعليقات