شبكة حضرموت24 | متابعات:
الأطفال يعتبرون الحلقة الأضعف في كل الصراعات و النزاعات المسلحة ، هم من يتلقى الضربة الأقوى و يجني عواقبها الاسوء ، ويظل يعاني ظلالها السيئة على مدى سنين طويلة ، لم تقف معاناة الأطفال عند حدود المعاناة من عواقب الحرب، بل إنهم في اليمن أصبحوا بفضل المليشيات الحوثية وقودا للحرب ، إذ تستغل المليشيات الحوثية واقع سيرتها على بعض محافظات الشمال في الجمهورية اليمنية لتجنيد الأطفال، بعد اخضاعهم لبعض دورات غسيل الدماغ الثقافية..
استغلال حاجة الأطفال للحب و الانتماء
مع العلم أن هذه الحاجة علمياً تتبعها قيم أخرى و تترابط معها وهي قيم الوفاء و التضحية و التعاون ، و يحتاج الطفل الانتماء إلى جماعة ووطن ، و المليشيات الحوثية تجمع للطفل هذين الانتماءين باختزالها الوطن في الجماعة ، بل إنها تضيف بعداً خطيراً للانتماء إلى الجماعة و هي اختزال الدين فيها و في قادتها، عبر تكريس مايسمونه بثقافة أعلام الهدى ، فيشعر الطفل عند قتاله معهم أنه يذود عن الوطن و هو يقاتل عن الدين.
استغلال الحاجة النفسية للطفل لاثبات الرجولة و تقدير الذات والشعور بالقبول يسهل من انخراط الطفل في الوسط المليشاوي و استعداده لتقبل الأوامر أياً كانت في سبيل إثبات رجولته و تقدير ذاته ، لذلك يعمدون بداية باعطاءه كنية ” أبو فلان ” و يظلون ينادونه بها لتضخيمه و اثارة المزيد من هالات الوهم عليه ، يعطونه بعد ذلك السلاح و يدججوه بملحقاته ، و يلحقون ذلك بإعطاءه الجهاز اللاسلكي و الطقم العسكري و يتركونه مسئول على شيء ما، حتى و لو كانت مسئولية وهمية لكنهم لا يتركونه بلا مسئولية، ليشعر الطفل بالمزيد من تقدير الذات الوهمي.
الكثير من الأسر في محافظات سيطرة المليشيات الحوثية أصبحت تخاف من ذهاب أبناءها إلى المساجد ، بسبب استيلاء مليشيات الحوثي عليها و اعتبارها واحده من أدوات الاستقطاب للمليشيات، و ذلك سعياً نحو تحسين السمعة بالارتباط الوهمي و الزائف بالدين، لاستقطاب الاطفال يتم على أنهم جماعة دينية، مستغلين حقيقة أن وجود الطفل المراهق في جماعة يعبأ له فراغاته الروحية و العقلية و العاطفيه ، لأن الاطفال تسهل تعبئتهم و ملشنتهم لأنه لا يوجد لديهم خلفية فكرية سابقة، و لا يوجد لديهم رؤية نقدية للفكر الذي تعبأ به أدمغتهم، فيصبحون أداة قاتلة لمشاريع الهدم يحركهم بإسم الدين.
أحدهم يحدثني أنه تم أخذ إبنه إلى جبهات الحوثيين و عمره خمسة عشر عاما بدون إذنه ، فظل يبحث عنه على أنه ضائع، حتى جاءه خبر من أحد المشرفين الحوثيين على أن إبنه يتواجد معهم ، فذهب إلى المشرف و ترجاه أن يعيد له ابنه و يأخذه مكانه ، فكان رد المشرف صاعقاً للأب ، حيث قال له أنهم لا يريدون كبار السن ، بل يريدون صغار السن الذين لا يفكرون في الأوامر بل ينفذونها مباشرة. هذه القصة تختصر كل الحكاية، و تجيب عن السؤال الأهم الذي يسأل عن سبب تجنيد الحوثيون للأطفال.
كما يحكي لي أحد الأطباء الذين يعملون في الريف اليمني عن ملاحظاته لبعض الأطفال الذين يأخذهم الحوثيون إلى الجبهات، حيث ذكر لي أن هناك تغيرات نفسية شبيهة بحالات الإدمان لدى هؤلاء الأطفال، هذه الحالة النفسية هي ما يفسر عدم رغبة الأطفال في الجلوس مع أهاليهم خلال فترة الاجازة التي يعطونها لهم،. حيث يقطع الكثير من الأطفال إجازته التي لم تكتمل و سريعاً يعود إلى مناطق القتال، فهل يتم أعطاءهم اشياء مع الأكل تسبب لهم الإدمان و التعلق بجبهات القتال؟، هذا السؤال يحتاج إلى تحقيق، وهو مالن يستطيع فعله أحد.
لم تكتفي المليشيات الحوثية بتفجير حاضر اليمن، بل إنها تسعى لتفخيخ مستقبل اليمن ، فهي تلغم عقول الأطفال فكرياً، و بتجنيدها للأطفال أصبحت اليمن مليئة بأصحاب الإعاقة، الذين سيظلون عقبة أمام الدولة القادمة، و ستظل الطفولة تعاني في ظل سيطرة المليشيات الحوثية ، و سيظل مستقبل اليمن مهددا حتى ينتصر اليمن و يتحرر من كهنوتهم.
0 تعليقات