تاريخ الحضارم في السعودية!!

تاريخ الحضارم في السعودية!!

أحدث المقالات


من مشاهير الحضارم اللذين لهم بصمة في تاريخ المملكة العربية السعودية عبدالله عمر بلخير وأول وزير إعلام ومدير عام الإذاعة والصحافة والنشر السعوديعمر السقاف وأول وزير للخارجية السعوديةأحمد باخشب والمؤسس الفعلي لجامعة الملك عبدالعزيز سنة 1967م حيث تبرع بمبلغ مليون ريال لتأسيس الجامعة وهي تساوي الآن مئة مليون ريال واللواء سالم باريان قائد ومؤسس الكلية البحرية بالمملكة العربية السعودية واللواء ركن / عمر بن حسن بابعير قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في المملكة العربية السعودية ومن مشاهير الحضارم اللذين لهم بصمة في تاريخ المملكة العربية السعودية الشيخ جنيد عبد القادر باجنيد نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعوديخلال الفترة من 1963م- 1973م والمعلم الشيخ محمد بن عوض بن لادن رحمة الله وفي الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي كانت مكة المكرمة محاطة بتجار الهند ، فكانت مكة بأموالها وأسواقها تحت راية الهنود ، حتى بدأت أوائل هجرات التجار الحضارمة إلى بلاد الحرم ، في هذه الفترة التاريخية بدأ الحضارم في الإمساك بزمام التجارة ولم تدخل فترة الأربعينيات الميلادية حتى تمددت سطوة التجار الحضارمة إلى مدن المدينة المنورة وجدة لتكون الحجاز اقتصادياً تحت السلطة الحضرمية ، لذا لم يكن من الصعوبة بمكان أن يصل تمدد الدولة السعودية الثالثة إلى الأراضي الحجازية ومن أبناء حضرموت من كان يدير بعضاً من مؤسسات الطوافة وغيرها من الهيئات الحكومية! عندما وصل المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الحجاز ومن خلال فطنته وذكاءه المشهود له لم يحاول تغيير أي من التركيبات الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الحجاز بل أنه وجد في أبناء حضرموت دون غيرهم مصدراً من مصادر القوة للدولة السعودية الناشئة ، ونظراً لما تمثله منطقة الحجاز من حالة استثنائية في كيان الدولة الجديدة ، ولما تحتمله المرحلة من تحديات كبرى سياسية ومذهبية ، وحيث أن الحضارمة كانوا من أوائل من بايعوا الملك عبدالعزيز آل سعود وأيدوا حكمه للأراضي الحجازية فكان للملك تحالف معهم وكان لتولية الأمير فيصل نجل الملك نائباً له على الحجاز دور بالغ في الأهمية للفئة الحضرمية التي تعاملت مع الأمير الفيصل بكثير من الاخلاص فكانوا سنداً له ولإمارته على الحجاز! كانت أكثر أسماء الحضارمة لمعاناً آنذاك آل باعشن وآل بقشان وآل باناجه وآل باخشب وآل باشراحيل وآل العمودي إضافة إلى العوائل الهاشمية التي كانت ذات التأثير في الحرم المكي خصوصاً فكانت الدروس للعديد من علماء حضرموت تقام بين الصلوات المفروضة وكان لها طلابها الذين يقدمون لها من أقاصي بلاد المسلمين وجدير بالذكر آل باسلامه ، هذا التواجد الحضرمي كان له أدوار كبرى تلت مرحلة البدايات الصعبة في تلكم المرحلة ، لذا لا يجب أن يتم تجاهل المرحلة لصالح أي من الحسابات الأخرى مهما كانت تلكم الحسابات ومهما أرادت تلكم الحسابات إسقاط رمز حضرمي لصالح رموز لها أدوارها التالية! في المرحلة التالية والتي شهدت الانطواء الكامل للدولة السعودية لعب الحضارم دوراً استراتيجياً بالغاً ، فالمرحلة التي عرفت شحاً في موارد الدولة السعودية الاقتصادية كان فيها تأثير حضرمي كبير ، فمشروعات بحجم التوسعة السعودية الأولى للحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة بدأت بتعاون المعلم محمد بن لادن الذي أسندت إليه مشاريع إنشائية وعمرانية واكبة التوسعة الأولى ، هذا الإسهام جاء مواكباً في أول جامعة تعليمية في العهد السعودي وكانت في مدينة جدة حيث أسسها الشيخ محمد أبوبكر باخشب يرحمه الله! الدور الحضرمي تنامى مع تأسيس البنك الأهلي التجاري الذي أسسه الشيخ سالم بن محفوظ يرحمه الله تعالى والذي وضع التغيير في العمل المالي من الطريقة التقليدية التي كانت تعتد على المصارف إلى الطريقة العصرية والتي وضعت لبنة حقيقية مؤثرة في الاقتصاد السعودي ، الدور الحضرمي أزداد حراكه أكثر بدخول آل بقشان وآل العمودي وغيرهم من الرموز التجارية في خضم الحراك الاقتصادي السعودي ، هذا الحراك جاء قبل طفرة النفط السعودية بمراحل كثيرة! ولعب الحضارم مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز أدوراً مهمة في كامل حراك الدولة السعودية وخاصة الحجازية ، فقد استعان الأمير الفيصل بالحضارمة وسلمهم عديد من المراكز الحيوية في كثير من الإدارات الحكومية والخاصة ، وعندما وصلت مقاليد الحكم إلى الفيصل بن عبدالعزيز واستلم ملك المملكة السعودية ادخل الملك فيصل عدد من الحضارمة في حكومته بل أن أول وزارة إعلام رئسها الشيخ عبدالله بلخير رحمه الله الذي كان في عهد الملك عبدالعزيز مترجماً أولاً حتى أنه كان المترجم لجلالته أثناء لقائه الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا العظمى تشرشل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية!في نهاية الخمسينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم شهدت حضرموت الوطن فترة تاريخية هامة حيث شهدت المهاجر الحضرمية عدد من النكبات وخاصة في الشرق الآسيوي وتحديداً في اندونيسيا مما احدث حالة هجرة معاكسة إلى حضرموت حيث شهدت حضرموت حالة تنموية شاملة شملت التعليم والاقتصاد ، وكانت مدينة المكلا في حالة حراك مشهودة وأخذت تتكون فيها عاصمة اقتصادية وبدأت في اجتذاب السفن التجارية لتشهد تأسيساً لوكالات البواخر ، إلا أن نهاية الستينيات الميلادية شهدت المؤامرة البريطانية اليمنية التي أدخلت حضرموت في مرحلة سياسية هي الأبشع في طوال تاريخها البشري على الإطلاق ، حيث أخضعت حضرموت تحت حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لتدخل حضرموت تحت سلطة الشيوعيين وتدخل مرحلة سياسية حادة نتج عنها تدفق كبير لأبناء حضرموت إلى المهجر السعودي ويتوزع الحضارمة بعدها على مناطق الحجاز ونجد! لعبت المملكة السعودية دوراً في احتواء أبناء حضرموت فقد اعتبروا لمكانة خاصة لدى جلالة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز ، وتعزز التواجد الحضرمي بشكل لافت وكبير وانطلقوا في مجالات التجارة والتعليم بشكل كبير وكانت لهم اسهامت كبرى في عديد من المجالات الأخرى نظراً لما وجدوه من الحكومة السعودية من احتواء غير محدود ، ولم يكن من عجب أن أطلق أبناء السعودية بعد وفاة الملك فيصل يرحمه الله جملتهم الشهيرة ( مات أبوكم يالحضارم ) وحيث أن الحضارمة لهم صفتهم في الذوبان داخل المجتمعات فلقد شكلوا تداخلاً في تكوين النسيج الاجتماعي السعودي الذي تنامى مع الحضارمة خطوة بعد خطوة حتى استفاد الحضارم من مرحلة الطفرة النفطية الأكبر عهد جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز شأنهم شأن أبناء السعودية ، بل أن هذه المرحلة التاريخية شهدت حصول العديد من المهاجرين الحضارمة على الجنسية السعودية في ذات الوقت الذي كانت فيه حضرموت تحت إرادة السلطة الملحدة في عدن ، في هذا التوقيت التاريخي برز واحد من أكثر المشروعات السياسية حساسية على الإطلاق والذي قاده الشهيد عبدالله الجابري يرحمه الله وطرحه آنذاك على أكبر القيادات السعودية بضم الإقليم الحضرمي إلى الدولة السعودية ، مبدأ الفكرة إن كانت المملكة العربية السعودية صاحبة الصوت الديني الإسلامي الأعلى في العالم وحيث أنها كانت ضد جبهة الإلحاد وأنها تقاوم الشيوعية على نطاق واسع فمن باب أولى محاربة الشيوعية في حضرموت فالشيوعيين المحتلين لكابول وعدد من عواصم آسيا لا يفترقون شيئاً عمن يحتل حضرموتش! اغتيل الجابري في الرياض ودخل مشروعه في قلوب ألوف من الحضارمة ولم يستطع أحد منهم السير في ذات منهجية الفكرة لعوامل متعددة بالرغم من حصول أبناء حضرموت على عدد من الإمتيازات الخاصة بهم ، إلا أن مشروع الجابري وإن لم يتحقق فأن كثير من الأسر الحضرمية تعتد بالمملكة السعودية وتعتربها أكثر من مجرد حليف! الحضارم ومع مرور الزمن في المملكة السعودية كانوا يزدادون اندماجاً في المملكة السعودية عبر العديد من النوافذ ، هذا الأمر قاد الحضارمة إلى موقف تاريخي إبان فترة تهديد دولة العراق على احتلال أجزاء من المملكة العربية السعودية في الربع الأخير من العام الميلادي 1990م ، كان موقف أبناء حضرموت الولاء المطلق للدولة والشعب السعودي موقف تعزز مع ما بذله رجال الأعمال الذين قدموا للدولة السعودية كل ما طلبته منهم دونما مقابل مادي ، بل أن كثير من الحضارم انطلق أبنائهم للالتحاق بمراكز المتطوعين للجيش السعودي! 

تقديم: د.عادل باشراحيل

الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها...




إرسال تعليق

0 تعليقات