![]() |
المهندس/ لطفي بن سعدون
|
ستة وثمانون عاما هجرية (أربعة وثمانون عاما ميلادية ) إنقضت
,منذ 21/جماد الأولى/1351هـ (الموافق 23 أيلول / سبتمبر 1932م),من عمر المملكة
العربية السعودية ,المديد بإذن الله ,إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها,حافلة بعطاء
الخير المتدفق ,للإنسان السعودي وأرضه المباركة المحروسة من رب العالمين , والنهضة
الشاملة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية
والأمنية والعسكرية والصناعية وبقية مجالات الحياة الإنسانية. وشهدت خلالها
البشرية حربا كونية أزهقت فيها ملايين الأرواح وأكلت الأخضر واليابس ,وتبعتها حروب
أقليمية وأهلية, تسببت في سقوط أنظمة وبلدان وقيام أخرى.والمملكة راسخة رسوخ
الجبال العوالي وتتطور من حسن إلى أحسن ومن أمن إلى أكثر أمنا ,وخيرها يزيد تدفقا
لشعبها ولشعوب العرب والمسلمين بل والعالم,كيف
لا , وهي أرض الحرمين الشريفين وموطن ومبعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم,ودعوة
سيدنا إبراهيم عليه السلام ,قال تعالى :((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ
هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ
أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) (126)سورة البقرة. وهي
أرض القائد الموحد الملك عبد العزيز رحمه الله ,الذي أرسى قواعد دولته الفتية ,مستمداً
دستورها ومنهاجها من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، و كان
هدفه الأسمى خلال جهاده الطويل هو إقامة شريعة الله من منابعها الصافية ,كما وردت
في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح .وهو القائل:
"إني أعتمد في جميع
أعمالي على الله وحده لا شريك له، أعتمد عليه في السر والعلانية، والظـــاهر
والباطن، وأن الله مســــهل طريقـــــنا لاعتــمادنا عليـــه، وإني اُجـاهد
لإعــــلاء كلمة التوحـــيد والحـــرص عليها".وقوله مخاطبا مجلس الشورى:
"إنكم تعلمون أن أساس
أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام
وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة
الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو
السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم". فبدل رب العزة خوفها
أمناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاءً وازدهارا ً.
وقد إتبع وصيته كل أبنائه البرره حتى يومنا هذا. وفي الوقت الراهن , تحمل
أمانة المسؤلية خادم الحرمين الشريفين وملك الحزم والعزم سلمان حفظه الله, يشاركه
في ذلك ولي عهده الأمير محمد بن نائف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ,في ظل
ظروف تعيش فيها معظم الشعوب العربية والإسلامية أسوأ أيامها، لما تشهده المنطقة من
تداعيات وحروب وتعدّيات وقتل ودمار وتشرّد بالملايين، بفعل المشاريع الإقليمية والدولية التي تريد الهيمنة
وبسط النفوذ الأجنبي في المنطقة.ولم يكن من خيار أمام المملكة ملكا وقيادة وشعبا ,وهي
تقف في وسط كل تلك الأعاصير التي تضرب المنطقة إلا أن تتصدى بقوة ,لقوى العدوان
الظالمة وعملائها في المنطقة من رافضة ونصيريين وخوارج ومنافقين , وتعمل على توحيد
الأمة الإسلامية والعربية و لملمة الجراح ورفع الظلم والاعتداء على الأشقاء،وتقدم
الدعم والمساندة للمقاومين الأبطال ضد هذه المشاريع العدوانية في سوريا واليمن ,التي
تستهدف كسر شوكة أهل السنة والجماعة , وتدفع في سبيل ذلك أغلى الأثمان من اقتصادها
وإستقرارها ,والأهم من دماء شبابها الذين يقاتلون دفاعا عن الحق ولإعلاء كلمة لا
إله إلا الله محمد رسول الله .
لم يعد مجديا التعامل مع هذه المشاريع العدوانية الظالمة
,على العروبة والعرب والإسلام والمسلمين, باسلوب اللين والمهادنة والنأي عن
المصادمة لهكذا مشاريع, ولكنها بحاجة إلى
دم حازم، شديد، يلين أمامه الحديد، وحزم وعزم في إتخاذ القرار,فكان خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان أهل لذلك وكان نعم القائد، الذي بث في نبض المملكة روحا
حازمة، تتجاوز رتابة البرودة، وفلسفة الكلام ,ليحل مكانها عصر الفعل، والحزم, وحلحلة
كل الملفات العالقة.
حزم لا يلين وعزيمة لا تستكين ذلك هو ديدن الملك سلمان ,وماوطد
نفسه عليها ,حتى استعادة وحدة العرب والمسلمين وفرض هيبتهم بين الأمم، ورفع
مكانتهم وتعزيز دورهم بين الشعوب ، وردع الطامعين بهم وإزالة العدوان والمظالم
عنهم.فكانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل لنصرة الشعب اليمني ,ودعم شرعية الرئيس هادي
ضد عصابات الحوثي وعفاش الإنقلابية المدعومة من إيران ,وكان الدعم المستمر لمجاهدي
سوريا وشعبها الصامد ضد الطاغية بشار الأسد ومليشيات حزب اللات المدعومة أيضا من
إيران وروسيا.وكان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الرافضي والخوارجي المدعوم من
الصهيونية والإمبريالية العالمية.
ومن أجل خدمة شعبه ورفاهيته وتقدمه الدائم, تواصل
المملكة في عهده , مسيرة التطوير والتحديث في كل المجالات، إذ تعيش المملكة في
عهده الزاهر مرحلة ازدهار وعزم على الإنجاز والتعمير والتشييد لتوفير كل سبل
الرفاهية للمواطنين. فقد بدأ عهده الميمون بتطوير الهيكل الإداري للدولة ,مما وضع
المملكة على مشارف مرحلة واعدة بالخير والرفاهية تأكيداً لحرصه، يحفظه الله، على
استثمار كل الموارد الوطنية لخدمة الوطن والمواطن. وخلال الأشهر القليلة الماضية
انطلقت استراتيجية التحول الوطني لتطبيق رؤية 2030م، رؤية الحاضر والمستقبل، معلنة
دخول المملكة مرحلة جديدة من مراحل تطورها الاقتصادي لتنويع مصادر الدخل وزيادة
كفاءة الأداء الحكومي وتوفير الرخاء والرفاهية لمواطنيها. وتستمر المملكة في عهده
في لعب دورها المحوري, في محيطها الإقليمي وفي المجتمع الدولي من منطلق مكانتها
الإسلامية وعمقها العربي، كونها حاضنة للحرمين الشريفين اللذين يحظيان باهتمام خاص
من قيادة المملكة، فقد شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة
المنورة أكبر عمليات التوسعة والإعمار عبر تاريخهما، إذ افتتح خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العام الماضي المرحلة الأولى من التوسعة
السعودية في المسجد الحرام لتمكين حجاج بيت الله والمعتمرين من أداء نسكهم بكل يسر
وسهولة. وتتسارع الخطوات للانتهاء من مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة،
وكذلك قطار الحرمين وغيرهما من مشاريع البنى التحتية التي تخدم الأماكن المقدسة.
وتتويجاً لجهود المملكة في رعاية الحرمين الشريفين جاء
نجاح موسم الحج لهذا العام ليؤكد أن إشراف قيادة المملكة على خطة تنظيم الحج قد
حققت نجاحاً كبيراً شهده العالم، وكان أبلغ رد على المشككين في قدرة المملكة على
تنظيم الحج.
وفي مجال العمل الإنمائي والإنساني بادرت المملكة
انطلاقاً من التزاماتها الدينية والإنسانية إلى المساهمة في الأعمال الإنمائية في
كل أنحاء العالم، وبلغ إجمالي ما قدمته المملكة خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139
مليار دولار أميركي. وقد توجت تلك الجهود العام الماضي بإنشاء مركز الملك سلمان
للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وما إستعرضناه من إنجازات عملاقة شهدتها المملكة في عهد
ملك الحزم والعزم ماهي إلا غيض من نفيض, لأننا لانستطيع إستعراضها جميعا في هذا
الحيز الضيق. ولهذا يحق للشعب السعودي ولنا ولكل العرب والمسلمين وللأنسانية جمعاء
أن يحتفلوا جميعا بهذا اليوم المبارك باذن الله وعيد الأعياد ,في ظل القيادة
الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وخليفة المسلمين الملك سلمان وولي عهده الأمين
الأمير محمد بن نائف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.سائلين من الله أن يديم
عزهم ومجدهم وقوتهم ويهزم أعداءهم شر هزيمة ,وأن يجنبهم أي مكروه.
*ناشط سياسي وإعلامي
وأجتماعي
جميع
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي حضرموت اليوم
0 تعليقات