 |
فايز العفاري
أرشيف الكاتب |
إجترار الماضي بكل تفاصيله .. والتغني بأمجاده .. والبكاء
على أطلاله .. ولعن حماقاته هو خسارة للحاضر وتعطيل للمستقبل.
فصفحة الماضي طويت وغادرها الزمن ولهذا سمي الماضي ماضيا
! و الدخول في تفاصيل الماضي هو نبش في أوراق ذهبت أدراج الرياح.
الصفحة حينما تطوى تصبح الأسئلة مجرد إضافات لن تجد لها
مكاناً . . الوقوف عند مراحل معينة من تاريخنا سواء كان 1967 أو 1990 هو تعطيل
للعقول وإستخفاف بالأجيال وجرها إلى مربعات لم تشارك في رسمها ولم تعش تفاصيلها
ولم تتأثر بشخوصها ... هذه المحطات التي مضت أخذت معها أشياءها، تاريخها . . فرحها
.. إحباطاتها .. وربما شخوصها ! وليكن .. جمال العمر في تنوعه وتبايناته ، وربما
جنونه. لا تحمِّلونا الحقد والضغينة على أحد، فالعمر لا يحتمل أن نضيعه في حسابات
الفعل ورد الفعل .
التسامح يجعلنا نسترد إنسانيتنا وعفويتنا ونؤسس معه
قاعدة متينة ننطلق بها إلى المستقبل .
فرجاء ثم رجاء يامن لم تغادروا مربعات الماضي ومازلتم
تجترون صراعاته وحماقاته لا تشركوا الشباب في خلافاتكم القديمة... إفسحوا لهم
المجال كي يصنعوا مستقبلهم بعيدا عن ماضيكم... لا تزاحموهم ... دعوهم يصنعوا
مستقبلهم كما صنعتم أنتم ماضيكم .
0 تعليقات