بقلم الدكتور / محمد الكازمي
معركة كبد1921م بين قبيلة آل حميقان وجيش الزيود وقصة
الشهيد محسن عبدالرب الحميقاني (توطئة تاريخية) كانت البيضاء سلطنة جنوبية مستقلة
الى عشرينات القرن العشرين وكان نظام الحكم توافقيا بين قبائلها هرمه احد افراد
اسرة ال الرصاص وكانت سلطنة البيضاء التاريخية اسميا احدى محميات الجنوب العربي
رغم ان سلطانها رفض دعوة بريطانيا الانضمام بصفة رسمية الى اتحاد الجنوب العربي
الامر الذي ادى الى تنازل بريطانيا عنها لدولة الائمة الزيود في صنعاء مقابل ضم
الضالع الى محميات بريطانيا في اتفاقية مجحفة وقعت بعد هزيمة الاتراك في الحرب
الاولى عام 1919م اصبحت رسمية عام1952م وفي الوقت التي كانت تجرى به الصفقات خلف
الكواليس بين بريطانيا والامام بلغت الخلافات اوجها بين سلطنة الرصاص ومشيخة
الحميقاني بسبب تراجع سلطانها عن التزام تدفع بموجبه السلطنة عائد يومين في
الاسبوع من ضرائب سوق البيضاء لمشيخة الحميقاني مقابل السنان الذي انتزعه ال
حميقان في القرون الغابرة و مساندة الاخيرة للاولى في حروبها وبعد قيام ال اللبني
بقتل السلطان حربان الرصاص ولجوئهم الى ال حميقان بعد رفض استضافتهم في قبائل بنير
الاخرى تفجرت حرب طاحنة بين سلطنة الرصاص وال حميقان ادت الى مقتل السلطان صالح بن
احمد الرصاص والشيخ عبدالرب صالح الحميقاني وخلق كثير من الجانبين واصبحت السلطنة
المكلومة وحدها في ميدان الحرب مع ال حميقان بعد ان عجزت كل قبائل البيضاء عن
تطويع الحميقاني الامر الذي دفع السلطان حسين احمد الرصاص الذي خلف اخوه الى الاستنجاد
بالامام يحي لانقاذ السلطنة من اطماع ال حميقان بحسب وجهة نظره (إستنجاد الرصاص
بالامام) وصل السلطان حسين الرصاص الى بلاط الامام يحي في صنعاء وطلب المساعدة
لتطويع ال حميقان فارسل معه جيش ضخم مزود بالاسلحة الحديثة والمدافع بقيادة الامام
عبدالله بن احمد الوزير وللاسف الشديد اصبحت قبيلة ال حميقان وحيدة في ميدان
المواجهة وحصلت على بعض المؤن والدعم المادي والمعنوي من قبائل يافع وسلطنة
العواذل وسط تغاضي كل قبائل بنير والبيضاء عن هذا الخطب الجلل بل ووصل الحال ببعض
القبائل الى استقبال جيش الامام وتزويدة بالمؤن والاغرب ان بعض قبائل بنير ساندت
هذا الجيش تلبية لدعوة الرصاص لن ندخل في تفاصيل الماساة ولن نسمي تلك القبائل
حرصا على صلات الاخوة معها وما يهمنا ان هذا الجيش العرمرم هاجم مناطق ال حميقان
من جهات الحيكل وحيد السما والمردم وتقدم نحو وادي كبد وهو احد وديان نعوة ال
حميقان يبعد عن الزاهر حوالى ١٠كيلو شمالا وفيه تصدت قبيلة ال حميقان لجيش الائمة
الزيود المزود بالبنادق والمدافع بالرماح والجنابي وقليل من البنادق واستشهد في
ذلك اليوم البطل الهمام الذي لايسعه وصف في ذلك الزمان مقدام ال موسى عوض وحامل
بيرق ال حميقان الشهيد محسن عبدالرب عبدالخالق الحميقاني الذي اذهل جيش الزيود
بشجاعته وشدة بأسه وإقدامه فلقد قاتل يرحمه الله ببندقيته حتى نفذت الذخيره ثم
قاتل بجنبيته متجاوزا رصاص العدو حتى وصل الى المسئول عن المدافع في الصفوف الخلفية
للجيش الامامي المرتزق حسن افندي فقتله طعنا بجنبيته ثم استشهد رحمه الله بعد ان
تمزق جسمه بالرصاص وقام الاعداء بقطع راسه اعتقادا منهم بالتنكيل به وماضر الاسد
سلخ جلده بعد قتله وهم بذلك الفعل جعلوا من الشهيد محسن عبدالرب مثلا يحتذى الى
اليوم في الشجاعة والاقدام كما استشهد في معركة كبد الشهيد عبدالله مسهر الحميقاني
والشهيد احمد عبدالله الزميتي الحميقاني واثنيين من ال مظفر السفلان وقتل من
الزيود مالا يحصى من الجند المعتدين ومقابرهم معلومة وظاهرة للعيان في وادي كبد
وانهزم جيشهم شر هزيمة وانسحب نحو البيضاء من جهة قرعد وكانت معركة كبد من المعارك
الفاصلة في تاريخ البيضاء عامة وال حميقان خاصة ويوما من ايام الله حيث دارت
الدوائر على جيش الزيود الذي لايقهر وكسرت كبريائه وادت الى تراجع الكثير من
القبائل البنيرية عن مواقفها السابقة والتحلل من تحالفها المخزي مع جيش الائمة
الزيود حتى السلطان حسين بن احمد الرصاص احس متاخرا بغدر الزيود وتشبثهم بالبيضاء
وتخليهم عن مهمتهم التي اتوا من اجلها مما اضطره الى التصالح مع ال حميقان واستقر
راي الجميع على محاصرة البيضاء التي تحصن فيها الجيش الزيدي الامر الذي اضطر
الامام يحي لاعداد جيش آخر لغزو البيضاء بقيادة القاضي محمد بن عبدالله الشامي
وممن ابلى في معركة كبد البلاء الحسن الشيخ الشهيد عبدالخالق عثمان الحميقاني
والشيخ الشهيد علي عبدالرب الحميقاني والشيخ الشهيد صالح محمد الحميقاني والشيخ
عبدالقوي صالح الحميقاني والشيخ صادق احمد الحميقاني شيخ ال سعيد والشيخ عبدالله
حسين القفل الحميقاني شيخ ال علي حسين والشيخ محمد احمد القشه الحميقاني والشهيد
ابومسعود سالم من ال سالم حسين وعلي الوحيشي وصالح لزيب القزيف واحمد علي القزيف
وساندت قبائل يافع وخصوصا ال هرهرة وال القحيم واهل الشق قبيلة ال حميقان بالعتاد
والذخائر وقدمت تلك القبائل كافة الدعم اللوجستي وكذلك فعلت قبائل العواذل ١٨/٥/٢٠١٦،
١٠:٤٧:٤٠ ص: عمار الحميقاني: آل حميقان قبيلة من أحد أكبر قبائل اليمن تعود أصولها
إلى قبيلة مذحج القحطانية, وموطنها مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء المحادية ليافع
الزاهر: نسبتاً إلى مدينة الزاهر (نعوة) عاصمة المديرية سميت المديرية, وتقع في
الجنوب الغربي لمحافظة البيضاء, وتبلغ مساحتها 233.00 كم , وعدد سكانها
يتجاوز الـ 25 ألف نسمة. أبرز المناطق والقرى: الزاهر – الحنكة – آل برمان – الحبج
– الناصفة – ال أحمد حسين – آل يزيد – القفلة – قربة – المظبي – الصلب – ال سملان –
عينه – الحصن – الغول وغيرها . شيخ القبيلة: الشيخ المرحوم سالم عبد القوي
الحميقاني – الله يرحمه – الذي أتسم بالشجاعة والشهامة والبأس والنخوة والكرم, توفي
في 22 شعبان 1420هـ, عن عمر ناهز الـ 85 عاماً, وخلفة في المشيخة ولدة عبد الله
سالم مدير عام مديرية الزاهر البيضاء وحاليا الشيخ عبدالقوي سالم عبدالقوي
الحميقاني. وكان لأبناء هذه المديرية دورا كبيرا في الثورة اليمنية وقد قدموا
الكثير من الشهدء في النضال ضد الحكم الملكي السلالي وإقامة الجمهورية اليمنية. حيث
كان للشيخ عبدالرب صالح الحميقاني رفيق علي ناصر القردعي بالسجن الدور الكبير في
قتل الإمام يحي حينما أرسل إبنه المندعي إلى سجن القردعي وأرسل معه تنكة سمن
وبداخلها مسدس وسكين ومبرد. كما كان لهذه القبيلة الدور البارز في القضاء على هذا
الحكم الشيعي الزيدي وطرد الإمام الملكي البدر حميد الدين من دار الحجر بغرب صنعاء
بتاريخ 17أغسطس 1964م والذي قتل الامام بدر هو الشيخ عبدالقوي حسين الحميقاني
ورفاقة من نفس القبيلة والذين كان عددهم 960شخصا وبمساندة المصريين الذي أرسلهم
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بآخر المعركة وقد تم طرد الإمام البدر إلى خارج صعدة
ومن ثم إلى حجة وهروبا إلى المملكة السعودية هو وعدد من الفارين معه. وأيضا كان
للقبيلة الدور الكبير في فك حصار السبعين يوما عن صنعاء والتي شعر حينها الشيخ
سالم عبدالقوي عندما دخل العاصمة بعد القضاء على المتمردين الزيود من فلول الإمامة
فاتحين وتستقبلهم نسائها بالتحية والزغاريد محطمين بذلك آخر أمل للملكية بالعودة
الى الحكم حيث قال: قــال أمحميقـانـي سـلامــي=يـا العاصمـة صنعـاء العريضـة مـا
اليـوم جبنـا لـش مــداوي=من بعد ما كنتي مريضة آل حميقان ومعركة العر بيافع كان
لأبناء قبيلة الحميقاني دور بارز وهام في معركة العر الأخيرة 2011م بين كتيبة
الحرس الجمهوري التي كانت تتمركز فوق جبل العر وقبائل يافع. حيث أرتكز دورهم على
منع القوة العسكرية القادمة من معسكر العمالقة في السوادية ومعكسرات الحرس
الجمهوري بصنعاء في البيضاء من المرور في أراضيهم القبلية ولذالك لتعزيز معسكر
العر وضرب قبائل الحد ويافع. وقد كان في مقدمة صفوف آل حميقان الشيخ عبدالله سالم
عبدالقوي الحميقاني والشيخ عبدالقوي حسين الحميقاني والشيخ عبدالقوي سالم عبدالقوي
الحميقاني والشيخ جمال عبدالرب عبدالقوي الحميقاني والشيخ عبدالرحيم محمد الحميقاني
وكثير من مشايخ آل حميقان. شهداء آل حميقان في تحرير العر علما أنهم الحزام الامني
والدرع الوقائي لمديريه يافع ومازلوا الى هده اللحضات ثابثين على الارض وحماة
للعرض أليكم أسماء شهداء تحرير العر 1) الشهيد د. علي عبد القوي موسى الحميقاني 35
عاماً 2)الشهيد الشاب إبراهيم عبد اللاه اللباسي 17 عاماً . وفي تاريخ 29 / 4 / 2011م
توافد أكثر من ثلاثين شيخ وشخصية اجتماعية من يافع إلى الزاهر معزين في شهداء آل
حميقان والتضامن معهم. وفي تاريخ 2 / 5 / 2011م أنتصر أبناء قبيلة آل حميقان
وقبائل يافع وسيطروا على كامل المعسكر وهرب أفراد الحرس الجمهوري من الجبل بأتجاهة
البيضاء رافعين الرايات البيضاء وقد لاقاء هذه الانتصار فرح عارم بين أبناء يافع
وآل حميقان. وفي تاريخ 14 / 5 / 2011م ذهب موكب مهيب مكون من عدد من مشايخ وأعيان
يافع والشخصيات الأجتماعية إلى منطقة لجردي بمديرية الزاهر لتعزية في شهداء آل
حميقان وشكرهم على موقفهم الأخوي مع أبناء يافع. وكان الشيخ عبد الله سالم
عبدالقوي الحميقاني في مقدمة المستقبلين وقد أثنى ثناء حسن على ابناء يافع. كما
قدم موكب يافع ثلاثة بنادق آلي الى أسر الشهداء تكريم ووسام لأسرهم.
0 تعليقات