![]() |
بقلم | م.لطفي بن
سعدون*
|
تصاعدت في الآونة
الأخيرة بعض الأصوات في حضرموت التي تشير بأصابع الإتهام الى العلاقات الراسخة بين
السعودية وحضرموت ,وتشكك في الدعم اللا محدود لحضرموت و وفي جهود المملكة العربية
السعودية تجاه شعبنا منذ عشرات السنين ,لتمكينه من الوقوف على قدميه بحرية كاملة
ودون وصاية أوهيمنة عليه من أحد.ومما يؤسف له إن هذه الأصوات قد إنطلقت من تحت قبة
المؤتمر الحضرمي الجامع ,الذي تجري تحضيراته هذه الأيام دون إجماع كل الحضارمة عليه.ويأتي ذلك في أعقاب توجيه
دعوة رسمية لبعض مشائخ وعلماء ونخب حضرموت ,لتبادل الرأي والمشورة فيما يخدم
العلاقات التاريخية الطيبة بين حضرموت وأرض الحرمين الشريفين.ومما يحز في النفس أن
تأتي هذه الأصوات النشاز في سياق الحملات المحمومة ضد السعودية ودول التحالف ,التي
تنعق بها الأبواق المرتبطة بأعداء حضرموت بصورة خاصة وكل بلادنا بصورة عامة, وتحركها
عصابات الحوثي وعفاش الأنقلابية ومن يريد إستمرار الهيمنة والإلحاق لحضرموت
وتبعيتها لعواصم أخرى,وتستند إلى هوى دفن في أعماق النفوس ,منذ سقوط أفكار
الماركسية والإشتراكية العلمية والأكاذيب القومية في بلادنا وفي عقر دارها ,بعد أن
أثبتت فشلها في واقع الحياة,والتي يحاول البعض عبثا أن يبعث فيها الروح بعد أن
فارقت الحياة وأصبحت أثرا بعد عين.
ولكن الحقيقة
التي تغيب عن أذهان وعقول هؤلاء , أن حضرموت اليوم ليست كحضرموت الأمس ,وأنها تعرف
جيدا كيف تحدد مسارها ,ومن هم حلفاؤها ومن هم أعداؤها, ومن هم الواقفون في المنطقة
الضبابية .ولن يستطيع أحد أن يجرجرها بعد اليوم شرقا أو غربا ,بمعسول الكلام أو
بمره,وتعرف أيضا بل وأصبحت من البديهيات ,أن أرض الحرمين الشريفين لايأتي منها إلا
كل خير وطيب , لأنها أرض مباركة وآمنة بمشيئة الله ,وهي في كل الأحوال والأزمان ,قبلتهم
التي لن يحيدوا عنها قيد أنملة,كما كان أجدادهم منذ آلاف السنين ,وإلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها.
وللتاريخ فإنه
منذ القرن العاشر للهجرة النبوية الشريفة تقاطر الحضارمة زرافات ووحدانا ملوك وملأ
وعامة, صوب المدينة المنورة ,لإعلان إسلامهم ونصرة لرسوله الكريم صلى الله عليه
وسلم.ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مكة قبلتهم ,وأرض الحرمين الشريفين حظنهم الدافئ على
مر التاريخ ,وبلدهم الثاني بعد حضرموت لمن لم يستقر فيها.إستوطن فيها مئات الآلاف
من الحضارمة وإمتزجوا بأهلها الأخيار من الصحابة الطاهرين من المهاجرين والأنصار
وتابعيهم وتابع التابعين إلى يومنا هذا وأصبحوا جزءا من نسيجها الإجتماعي المبارك
بإذن الله.ومع قيام الدولة السعودية الموحدة على يد المرحوم الملك عبد العزيز, إزداد
إرتباط الحضارمة بالدولة الوليدة ,لما حظيوا به من تشريف وتقدير ورعاية كريمة
وحظوة خاصة, على يد المؤسس وكل أولاده الكرام من بعدة حتى يومنا هذا.
واليوم نرى أن
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله, قد أولى الحضارمة في أرضهم وداخل
المملكة رعاية خاصة وإهتمام غير عادي,وإزدادت أكثر بعد إنطلاق عاصفة الحزم. كيف لا
!!وهم الذين تكالب عليهم الأعداء والطغاة لعشرات السنين ,دون وجه حق ,وأصبحت أرضهم
مرتعا لقوى الفيد والنهب والإرهاب والقتل ,المرتبطة بالحوثي وعفاش, بالرغم من صفات
الحضارمة الحميدة وأخلاقهم العالية وتميزهم في كل مناحي الحياة التي يضرب بها
المثل في كل أنحاء المعمورة. ولقد آن الأوان لحضرموت أن تأخذ مكانها تحت الشمس
ويمتلك الحضارمة زمام أمورهم ,دون وصاية أو هيمنة من أحد, بعد أن أظهرت الأيام
والسنين فشل كل تجارب الحكم التي تعاقبت عليها منذ 67م وحتى اليوم ,وأصبح من
الحكمة والعقل أن تعطى للحضارمة فرصتهم في القيادة والحكم ,لإخراج بلادهم وكل
منطقة الجنوب واليمن ,مما تمر به من أزمات قاتلة أوصلتهم إلى هذا الحضيض والهاوية
السحيقة التي ليس لها قرار ,ويعيدوا لها أمجادها التليدة بإذن الله.
* ناشط سياسي
وإجتماعي وإعلامي وعضو سكرتارية وإعلامية حلف حضرموت.
--------------------
0 تعليقات