حضارمة المهجر الإندونيسي .. تداعيات رحلة(3)

حضارمة المهجر الإندونيسي .. تداعيات رحلة(3)

صالح حسين الفردي    
جمعية الإرشاد الإسلامية

في مغرب يوم الثلاثاء الحادي عشر من اكتوبر 2016م كان الجميع على موعد للقاء مع قيادة جمعية الإرشاد الإسلامية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، لقاء استعرض العديد من الشؤون وحمل الكثير من الشجون التي تتراسل تباعاً في خواطر أعضاء الفريق، كيف لا؟!، والجمعية هي رئة أخرى يتنفس من خلالها حضارمة المهجر عبق التاريخ المجيد لتراث الأجداد الذي رسوا بقوافلهم في هذه الأرض الطيبة.

إن الجلوس إلى تلك الكوكبة المضيئة والنيّرة: الأساتذة الأفاضل عبدالله بن مبارك بن كريشان الجعيدي المدير العام للجمعية المقل حديثاً المشع وهجاً وحضوراً وسعيد بن سنكر النائب المجادل ومبارك بن عبدالله النهدي مسؤول الأوقاف بصمته العميق وعبدالعزيز بن عبدالرحمن باحلوان المتحدث اللبق ورضا بارضوان المتسائل دوماً وزكي صالح النهدي المتحدث الطلق والمترجم الرصين – ولنا حديث عنه في مقال قادم - وصاحب الدار المضياف الودود سليمان بن عبدالله القانص النهدي المسؤول الاقتصادي للجمعية الذي تلهج ملامحه بالحضرمية وإن تحدث الإنجليزية، هذه الشخوص الرائعة، لكل واحد منهم قصة نجاح حياتية خاصة، وحكايات عطاء مؤسسي اجتماعي ودعوي ينهمر في كل أرجاء الأرخبيل الإندونيسي.

وأنت بينهم ومعهم ترقب حركتهم تستشف سر عبقريتهم - فرادا وجماعات - فهم لا يدعون الأشياء تمر دون أن يتعمقوا في دراستها وتحليلها، وتفصح خواطرهم عن حقيقة اعتدادهم وعميق اعتزازهم بموطن الأجداد حضرموت، التي تنساب أحرفها من أفواههم بولهٍ وعشقٍ كبير يجعلك تلتحم بهم كثيراً وترى حضرموت التي لا تراها وأنت فيها.
جميعهم منشغلون بتطوير رسالتهم الاجتماعية لجمعيتهم التاريخية، قلقون - كثيراً - على أجيالهم الحضرمية القادمة في الأرخبيل، فيعملون على تطوير وسائل الترغيب والتحفيز لتراث الأجداد وينوعون وسائط التواصل والاتصال ويستغلون كل المناسبات الخاصة والعامة لنشر ثقافة الانتماء لوطنهم البديل إندونيسيا ويغرسون الحنين للجذور الحضرمية الأولى.

عندما تقف أمام تجاربهم الناجحة في تنمية الموارد المالية لجمعيتهم الإرشادية تدهشك هذه العقليات التي تحسب لكل المسائل حساباً وتضع خططها وبرامجها بدقة متناهية، فهم بعيدو نظرة لراهنهم ومستقبلهم .. لقد كان لقاء الأحبة من قيادات الإرشاد بتنوع عائلاتهم الحضرمية درساً جديداً من دروس الشخصية الحضرمية في المهجر الإندونيسي، إذ هم يلتقون - اليوم - كثيراً مع أخوتهم وأحبتهم في جمعية الرابطة العلوية وينسقون مواقفهم الوطنية العامة بهدوء ورجاحة عقل وإتقان، بعد أن نجحوا - معاً - في حسم أسئلة البقاء والعيش المشترك وتحديد الخطر الظاهر والكامن، فشوارع العاصمة جاكرتا تشهد انبثاقاً جديداً لهذا الوهج الحضرمي الجديد وتشكّل لوحة التعاضد والتكاتف دفاعاً عن الدين الإسلامي الحنيف والذود عنه من أعدائه، مشاهد نجحت في تغيير قواعد اللعبة السياسية في العاصمة جاكرتا خاصة والمدن الإندونيسية الكبرى عامة، فحتماً يوماً بعد يوم سيسفر هذا الحضور الجمعي لكل ألوان الطيف الحضرمي في المهجر عن بروز مرجعية سياسية واحدة ترسم خارطة المستقبل في أكبر جمهورية إسلامية على وجه الأرض. 

وللحديث بقية عن عبقريات حضرمية في الأرخبيل الإندونيسي.. وكفى!.


للمزيد من مقالات الكاتب صالح حسين الفردي على موقع التواصل الاجتماعي  pinterest

اضغط على الرابط الاتي :

إرسال تعليق

0 تعليقات