تبادر إلى ذهني من أول وهلة، أن العقلية التي تقود المؤتمر الجامع، عقلية غره غير ناضجة، تتطلع لتكريس واقع جديد يخدم تتطلعات حيزها القبلي، والتطويل في فترة حكمها، وتتبعها دكتاتورية عسكرية فردية،أفقها ضيق، ولا تحمل استشراف للمستقبل، ولا يعنيها الخبرة والتراكم التاريخي، بقدر ما يعنيها ان يصنع المؤتمر تحت أعينها، حتى تستأثر بمخرجاته، وتحقق مصالحها والمتحالفين معها، فلأجل ذلك اختارت مجموعة من المراهقين السياسيين كممثلين عن تجمعاتهم قبلية، ومكوناتهم الحزبية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني. فالمزايدات التي مللنا منها لا صوت يعلو فوق صوت حضرموت، أضحت البضاعة الرائجة اليوم،الكل يأكل منها ويغطي، من وراءها وأمامها مآرب أخرى.
فالقيادات التي تدير حضرموت اليوم، نسيت ان دورها المفروض القيام به،وهو رعاية الجامع الحضرمي، وليس الأشراف على تشكيل لجانه، فأشرافها عليه جعلها جزء من منظومة الصراع السياسي لفرض والأفكار والآراء، الذي ترافق مثل هكذا عمل سياسي بهذا جعلت من نفسها هدف مشروع للنقد والقيل القال. وتخلت عن دورها الراعي للكل، أضحت خصم سياسي للمجتمع. فعندما تم تشكيل اللجان بدأ الخلل واضح وهو تدخل السلطة التنفيذية في تشكيل وعمل المؤتمر الجامع، مما أضعف زخم الجماهير،وجعلها ترتاب من تلك الحركة المفاجئة، ولا تعلق آمال على تلك القيادة، فجاءت النتيجة،بنفس حدس الجماهير، فكل اللجان التي تشكلت وفق شبكات شللية، وصداقات حزبية قديمة، لرد جميل لمرحلة سابقة، وتحالفات تكتيكية مع مكونات لها منهج وفكر بعيد عن حضرموت، ويخالف ما يراد من المؤتمر الحضرمي الجامع ومخرجاته.
وليس هذا تجني عليهم، بل بتركيز وخبرة سياسية سنلاحظ العجب العجاب فكل فرد من تلك اللجان، لازال على منهجه فكره وتكوينه السابق، ولم يعطي لحضرموت الولاء الكامل. والآخر لا يزال مؤتمري شعبي عفاشي حتى النخاع، ومنهم من يتشكل مثل الحرباء في كل مرحلة بلونها وشكلها وصفتها، وطولها وعرضها، ومنهم من أتخذ الدين سبيلا إلى تحقيق أهدافه بأيسر السبل،أقل التكاليف،ومنهم لازال ذيل يتبع أملاءات الخارج،منهم ألإخواني المفلس المتخفي بعلاقاته مع السلطة, يكاد الكل يتفق على تلك اللجان تشكلت وفق هواء السلطوية الحاكمة، فالسلطة في حضرموت ترى في هذه النوعية من البشر، خير معين لتحقيق رغباتها وأهدافها القريبة والبعيدة وفق منظورها السلطوي.
اليوم علينا أن نقف بكل شجاعة ومسؤولية، بتغيير تلك الطريقة التي تم تشكيل اللجان بها،.وإبداع ديناميكيات جديدة بعيدة عن التهميش والإقصاء والإلغاء للفئات والتكتلات والمرجعيات التاريخية لحضرموت. ونتخذ موقف الرفض من الدكتاتورية العسكرية،والسلطة الفردية المقيتة. والذي طالما سكوتنا ومداهنتنا، ستعود وبال على الأجيال القادمة وحتى لا نقول يوم من الأيام، يا ليتنا تصدينا للدكتاتورية الناشئة فنحن اليوم نناضل من أجل تحقيق مستقبل زاهر، ونجعل من حضرموت واحة للسلام، ونتطلع لخلق نموذج يحتذ به في الجزيرة العربية، فيها التسامح والسلم الأهلي.
فخيارنا في الداخل وأهلنا في المهجر، الشفافية والنقد البناء، بعيداً عن التجريح والتخوين وشيطنة الآخر.فاليوم الفرصة سانحة لتصحيح المسار من خلال النقاط التي أتفق عليها في قصر بقشان بالرياض الذي ضمت كوكبة من رجال حضرموت الأوفياء. وخلصت إلى نقاط متفق عليها في الخارج والداخل.
1- ان تكون السلطة راعيه وليست مشرفه
2- استيعاب الجميع
3- وإصدار بيان بتأخير الموعد
4- إضافة ممثلين عن الجهات المقصية
5- تطعيم اللجان بكفاءات
6- ان يصدر بيان من الجهة المنظمة للمؤتمر بقبول ذلك وتنفيذه.
وتقييم التجارب العالمية والإقليمية سواء كان في المشرق أو المغرب، وتمحيصها والتدقيق فيها،وكشف عن إيجابيات وسلبيات. وترتيب الأولويات ونتجاوز كل الو لاءات الحزبية،والقبلية، والمناطقية . وتحديد آليات العمل ورسم خطوط وأهداف يجد كل مكون حضرمي نفسه بداخلها ودمج الكل في بوثقة واحدة ، حتى نحقق حلم الجماهير التي طالما عانت الكثير في الحقب السابقة.
---------------------------------------------
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع
فهي تعبر عن وجهة نظر كتابها
1 تعليقات