أحمد الاحمدي يكتب : هذا هو المخلوع عفاش

أحمد الاحمدي يكتب : هذا هو المخلوع عفاش

هل تعلمون أني من المهتمين والمتابعين بشغف لجميع المقابلات والحوارات التي تجريها القنوات الفضائية المحلية والعالمية مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ( عفاش ) . 
  


بقلم | أحمد الاحمدي  
هذا الشغف الذي  انتابني بعد ملاحظات دقيقة من متابعاتي لمعظم حواراته , وهي أن الحوار أو المقابلة  مع عفاش لا يجب أن يوجه له فيها  أي سيرة لماض نضالي ، وللتدقيق أكثر فأكثر ,  ومن خلال خبرتي  الصحفية المتواضعة اكتشفت أن الحوار مشروط بإسقاط أي سؤال يسحب نفسه  إلى تناول أي سيرة عن أي ماض نضالي أو ثوري يوجه للرئيس المخلوع ,  منذ أن وصل إلى سدة الحكم  في العام 1975م حتى الوقت الراهن ,  بل وعدم الإشارة إلى أي من التنظيمات أو الأحزاب أو الشخصيات التي تتمتع بماضي نضالي حقيقي , من الذي يعرفه  العالم كله وتتوارثه  الأجيال وتدونه  أسفار التاريخ , فلماذا هذا التحرج ووضع الشروط المسبقة على الحوارات والمقابلات من الرئيس المخلوع  ؟ .


الإجابة هنا بسيطة للغاية ذلك أن المخلوع صالح ليس له أي ماضٍ نضالي مثله مثل أبناء جلدته اليمنيين ,  المناضل محمد محمود الزبيري واحمد الثلاياء والمشير عبد الله السلال الذي قاد عملية الانقلاب على حكم الأئمة في اليمن , في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 ، وغيرهم  ممن لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم  الذين كان مصير الكثير منهم ساحات الإعدام إبان حكم الأئمة في اليمن .


كما انه لا يطيق سماع اسم الجبهة القومية أو جبهة التحرير الجنوبيتان ، أو غيرهما من الشخصيات  ذات الماضي النضالي العريق في الجنوب العربي  , أو من التنظيمات الجنوبية العربية الذين اكرهوا المستعمر البريطاني على الرحيل بعد كفاح ثوري مسلح بفضل من الله ثم بفضل كل شعب الجنوب العربي , الذي دام أربعة من السنين من الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م ، حتى العام  1967م ، أو حتى سماع اسم أي  مناضل في هذا العالم من القادة الثوار, وهذا الشيء شكل في ذاته عقدة نفسية ما زالت تلازمه في كل زمان ومكان .



أما الشيء الذي تفوق  فيه  الرئيس  المخلوع صالح  , انه وصل سدة الحكم في ظل فراغ رئاسي ودستوري لم يكن فيه احد من القادة اليمنيين راغبا في الجلوس على كرسي الحكم ,  وعزوفهم هذا نابع من  وازع وخوف الاغتيالات التي سبقت رفاقهم الرئيسان إبراهيم الحمدي وعبد الله الغشمي ,  فلم يتردد حينها من الارتماء على كرسي الرئاسة اليمنية  , في وقت كان فيه ضابطا مغمورا وبرتبة رائد ,  ليكون بعد ذلك سيفا مسلطا على شعبه اليمني قرابة خمسة وثلاثين عاما , مبقيا إياهم على حالة من التخلف والجهل والهمجية حتى دارت به الدوائر بقدرة من الله سبحانه وتعالى . 


الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها

---------------------------------------------


إرسال تعليق

0 تعليقات