هل تعلمون أني من المهتمين والمتابعين بشغف لجميع المقابلات والحوارات التي تجريها القنوات الفضائية المحلية والعالمية مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ( عفاش ) .
---------------------------------------------
![]() |
بقلم | أحمد الاحمدي |
هذا الشغف الذي انتابني بعد ملاحظات دقيقة من متابعاتي لمعظم حواراته , وهي أن الحوار أو المقابلة مع عفاش لا يجب أن يوجه له فيها أي سيرة لماض نضالي ، وللتدقيق أكثر فأكثر , ومن خلال خبرتي الصحفية المتواضعة اكتشفت أن الحوار مشروط بإسقاط أي سؤال يسحب نفسه إلى تناول أي سيرة عن أي ماض نضالي أو ثوري يوجه للرئيس المخلوع , منذ أن وصل إلى سدة الحكم في العام 1975م حتى الوقت الراهن , بل وعدم الإشارة إلى أي من التنظيمات أو الأحزاب أو الشخصيات التي تتمتع بماضي نضالي حقيقي , من الذي يعرفه العالم كله وتتوارثه الأجيال وتدونه أسفار التاريخ , فلماذا هذا التحرج ووضع الشروط المسبقة على الحوارات والمقابلات من الرئيس المخلوع ؟ .
الإجابة هنا بسيطة للغاية ذلك أن المخلوع صالح ليس له أي ماضٍ نضالي مثله مثل أبناء جلدته اليمنيين , المناضل محمد محمود الزبيري واحمد الثلاياء والمشير عبد الله السلال الذي قاد عملية الانقلاب على حكم الأئمة في اليمن , في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 ، وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم الذين كان مصير الكثير منهم ساحات الإعدام إبان حكم الأئمة في اليمن .
كما انه لا يطيق سماع اسم الجبهة القومية أو جبهة التحرير الجنوبيتان ، أو غيرهما من الشخصيات ذات الماضي النضالي العريق في الجنوب العربي , أو من التنظيمات الجنوبية العربية الذين اكرهوا المستعمر البريطاني على الرحيل بعد كفاح ثوري مسلح بفضل من الله ثم بفضل كل شعب الجنوب العربي , الذي دام أربعة من السنين من الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م ، حتى العام 1967م ، أو حتى سماع اسم أي مناضل في هذا العالم من القادة الثوار, وهذا الشيء شكل في ذاته عقدة نفسية ما زالت تلازمه في كل زمان ومكان .
أما الشيء الذي تفوق فيه الرئيس المخلوع صالح , انه وصل سدة الحكم في ظل فراغ رئاسي ودستوري لم يكن فيه احد من القادة اليمنيين راغبا في الجلوس على كرسي الحكم , وعزوفهم هذا نابع من وازع وخوف الاغتيالات التي سبقت رفاقهم الرئيسان إبراهيم الحمدي وعبد الله الغشمي , فلم يتردد حينها من الارتماء على كرسي الرئاسة اليمنية , في وقت كان فيه ضابطا مغمورا وبرتبة رائد , ليكون بعد ذلك سيفا مسلطا على شعبه اليمني قرابة خمسة وثلاثين عاما , مبقيا إياهم على حالة من التخلف والجهل والهمجية حتى دارت به الدوائر بقدرة من الله سبحانه وتعالى .
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها

0 تعليقات