شقاء المرأة اليمنية حكايات من فصول الانقلاب

شقاء المرأة اليمنية حكايات من فصول الانقلاب


أخفت عينيها بلثمة سوداء ولبست الكفوف النسائية، تتنقل طوال ساعات النهار بين السيارات في أحد تقاطعات حي حدة وسط صنعاء، لتبيع للمارة وسائقي المركبات الميداليات التي صنعتها بيدها من حبات الخرز الملونة وبعض القطع القماشية المطرزة.

للحرب ثمن تدفعه أشد شرائح المجتمع ضعفا.. ألا وهي شريحة النساء، فهن أول ضحاياها وأكثرهم تضررا على كل المستويات، ويتحملن كل أوزاها...

عن هذه الفتاة تخبرنا سيدة أربعينية تبيع المياه المعدنية في التقاطع ذاته وتكنى"أم عبيد" فتقول: هي أرملة.. تبيع مشغولات يدوية صنتعها بنفسها منذ شهرين”، وبحسب " ام عبيد "فإن الفتاة تتجنب مخالطة البائعات هنا، ربما لخوفها من معرفة هويتها.

وأضافت أم عبيد وهي تبتسم: المعيشة مرة والكل يلقط رزقه وربك كريم.

وتضيف: هذه الفتاة مأساة تمشي على الأرض.. فقد سُرّح زوجها من معمل الخياطة الذي كان يعمل به عقب دخول الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وبسبب فقدانه إحدى قدميه في حادث مروري في شبابه لم يجد عملًا.

وتتابع: لدي خمس بنات وولد صغير وأنا من “يشقا عليهم”.

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الحرب في اليمن قد جعلت المزيد من النساء ينفقن على أسرهن، ويخرجن إلى سوق العمل بشكل كبير وملفت.

وأشارت الصحيفة "إلى أن الحرب، جاءت فأصبحت الأمهات وبناتهن هن من يتحملن كل الأعباء والظروف القاسية للاتفاق على أسرهن , ومحاولة إيجاد أعمال أو مشاريع تسد حاجاتهن .
تقول عايدة أحمد البالغة من العمر 33 عاما "للصحوة نت ""إنها تشعر بأن الحرب قد غيرت شخصيتها، فأصبحت متساوية مع الرجل الآن.

مضيفه: إن الحوثين حولوا حياة الملايين من النساء إلى " حكاية شقاء لا تنتهي، فهي اليوم مسؤولة عن عائلة كبيرة، أكثرهم بلا عمل وبلا مصدر دخل. فخرجت لبيع العطور، والبخور في الشارع"

تشير " واشنطن بوست إلى إن اليمن ظلت باستمرار ضمن أسوأ الدول في المستوى المعيشي للنساء والفتيات، وقد جعلت الحرب الحياة أكثر صعوبة.



2- " تحت الشمس الحارقة

مع تدمير الحرب للوظائف وانضمام أعداد لا تحصى من الرجال إلى المعركة، فإن أعدادا متزايدة من النساء يوفرون الدخل لعائلاتهن. وفى كثير من الأحيان يعملن في وظائف كان عمل النساء فيها غير مقبول بحسب ثقافة المجتمع القبلي اليمنى شديد المحافظة، فبعض النساء يعملن الآن في مجالات عديدة وأماكن كان من المعيب رؤية النساء فيها. مثل الأسواق

اختارت بثينة عمراني، في قصتها الطويلة، أن تتحدث من داخل الحرب لا عن الحرب، فهي النازحة في مدينة تعز، رأت البنادق والموت في مدينتها الحالمة’ نزحت هي وعائلتها الى محافظه إب ومنها إلى صنعاء بحثا عن القوت والمسكن , بثيه تحمل شهادة الماجستير في علوم الأحياء لم تترك مكانا إلا وسألت فيه عن وظيفه لها .

تقول" للصحوة نت " تعلمت حياكة الصوف والأعمال اليدوية والآن أقوم بتسويقها وأدور على الأسواق والمحلات لبيعها، تدر علي بالمال القليل الذي لايكفي حتى مصاريف البحث عمن يشترى.
تتابع "الحرب أثقلت بكل مآسيها على النساء، تركنا بيوتنا وتعليمنا للنزول إلى الشوارع والبيع والشراء فقد هدم الحوثين أحلامنا تحت الشمس الحارقة.



في اليمن. تنكح المرأة لوظيفتها

: "الحرب". كتبت قصصا ومآسي". كانت المرأة اليمنية أبرز نصوصها، وكل واحدة تحمل أحزانا باختلاف حجم الألم الذي تعيشه.

وجدنا امرأة عشرينية تبيع "القات "قريبا من أحد أسواق القات " وعند سؤالنا لها

قالت " وهل هناك وظائف أخرى؟

وأضافت: بعد تدهور أحوال الناس ووصول الأكثرية لحد الجوع لم أجد غير بيع القات لأصرف على أهلي"
فتيات أخريات أكثرهن يحملن شهادات الثانوية أو الجامعة، يعملن في أحد المطاعم " في تقديم الأكل والمسح والتنظيف.

قالت حنان البعوي" إلى هنا أوصلتنا حرب الحوثيين.. تركنا كل شيء حتى كرامتنا "

واستطردت "ليس العمل عيبا ولكن عندما نجد أصحاب الشهادات الكبيرة ينتهي بهم المطاف إلى المسح والتنظيف في المطاعم والمحلات فهذه مأساة.

عرفنا من خلال تجوالنا قصه نجلاء " التي كتبت قصتها الطويلة على طريقة امرأة تملك الحق في الحياة والتعليم والكرامة تقول" امتهنت كرامتنا وحياتنا بالحروب التي شنها الحوثي على البلاد وتحملت المرأة بلاء هذه الحرب "فهي المكلومة، المعذبة المشردة النازحة، والتي تتحمل أعباء الحروب بعد فقد الزوج أو الأهل.

تضيف "زوجي مختطف وللسنة الثالثة لا مصدر دخل ولا راتب معنا.. اضطررت للخروج وبيع " الخبز والملوج " بالقرب من المطعم متحملة كل الأذى من أناس بعيدين عن الأخلاق كي أطعم أولادي وأدفع إيجار الغرفة التي أسكن فيها وحتى لا أتسول.

وتشير إلى صديقة لها صغيرة بجانبها قائلة: "هذه ا لفتاة الصغيرة كانت تدرس الثانوية تركت دراستها وتعليمها والآن هي مثلي تبيع " اللحوح " لتصرف على أهلها"

كانت الفتاة تنظر بخجل وتلتصق بنجلاء" خوفا من تعرضها للتحرش والأذى من ضعاف النفوس"

بتردد تقول " أمي، وأختى وأنا كل واحدة منا تذهب في وجهة لنبيع اللحوح "فأبي وإخواني لم يعد لديهم راتب ولم يجدو عملا، تركت دراستي ونزلت للأسواق وأتعرض للأذى والتحرش لكن لابد أن نعيش فالحرب لم تترك لنا خيارا آخر.

وعن مواصلة تعليمها قالت بحزن: الحوثيون سرقوا أحلامنا وكل شيء أصبح بعيد المنال عن السلام والمحبة.
في اليمن وجه آخر أيضاً، تماماً كما يمتلك هذا البلد أوجها أخرى للكثير من الأشياء... والتى أثرت على الناس وخاصة النساء اللائي خرجن للشوارع للبيع والشراء والبحث عن لقمة عيش لأسرهن بعد انقطاع الرواتب ونهب ثروة الوطن من قبل الحوثيين، فالحرب كانت الستارة الأخيرة التي أسدلت على اليمنيين، لتمثل بشكل خاص تصعيداً درامياً مخيفاً يختم سلسلة الهزائم الصغيرة على المرأة اليمنية.



المصدر| الصحوة نت


---------------------------------------------


إرسال تعليق

0 تعليقات