مع احترامي لتضحيات شعب الجنوب ونضاله إلا أن ذلك لا يمنع من أن
نقول كلمة حق أو أي رأي شخصي في ما يحدث.
في قناعتي الشخصية أن الجنوب وقضيته العادلة أصبحت مجالا واسعا
للاسترزاق من قبل نخب سياسية وإعلامية لا دخل لها ولا مصدر إلا في هذا المجال،
ولأجل هذا فهم يبيعون الوهم؛ حيث يلجاؤون إلى تبسيط المسألة وتقريبها وخداع العامة
بما هو واقع فعلا.
فأحدهم مثلا يكتب أن المجتمع الدولي تغير موقفه!! وهو بالطبع يعتبر
أن تغريدة سفير هو موقف مجتمع دولي!!
وآخر يعد الناس وبلا حياء أنه خلال 10 أيام سيكون هناك استقلال ناجز.
وأحدهم يراسل الخارج ويقول إن عدد من حضروا المليونية أثنين مليون!!.
- هؤلاء يخافون الحقيقة ويخافون أن تجفف مصادر دخلهم، وإلا
فليصارحوا شعبهم بالحقائق:
قولوا لهم أن المجتمع الدولي والإقليمي (حاليا) مع وحدة اليمن.
- قولوا لهم إن الفيدرالية خطوة على طريق بناء المؤسسات واختيار
اشخاص منتخبين بإرادة شعبية حقيقية لإدارة المستقبل ومتطلباته.
- قولوا لهم أن العدو الحقيقي هو الذي يخترق إعلامنا وينخره نخرا؛
حتى أصبح إعلامنا متخصص في تشويه أعداء عفاش والحوثي فقط.
يا هؤلاء اتقوا الله في شعب صابر ومناضل يتحمل مشاق العيش وحرارة
الأجواء ويأتي وفي مخيلته المليئة من صفحاتكم أن إعلان الدولة بعد انتهاء المليونية!!
صارحوا شعبكم بأن الانفصال
بدون بناء مؤسسات وشراكة في الحكم هو قرين الاستبداد والقهر والكبت، وهذه يعلمها
أي باحث سياسي متجرد من الأهواء.
في الأخير صبرك يا شعب الجنوب؛ فمن خون المشائخ والسلاطين سابقا ثم
خون رفاق الدرب ثم خون كل من عارض الوحدة في عام 90 هم أنفسهم اليوم من يخونون كل
من قال بغير آرائهم وأفكارهم.
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها
0 تعليقات