إن
كان للساسة سيد فهادي هو سيدهم ، وإن كان
لهم حكيم فحكيمهم المنصور هادي ، وإن كان
للحكمة لسان لخاطبت اليمنيين بملء فيها
وقالت عليكم بهادي ، وإن كان للعقل قدمين وساقين لسار على قدم وساق خلف هادي ، فلا
يخفى على الجميع من أصحاب العقول الرشيدة أن ما تحقق للجنوب وقضيته ما كان له أن
يتحقق لولا حكمة المارشال هادي الذي أرهق الخصوم وتقدم بالقضية الجنوبية مسافات
ومسافات ، فقد تم طرحها في مؤتمر الحوار
في قلب عرين الشياطين وقبلوا بها على مضض ، وبعد التقدم الذي أحدثه سيد الساسة
هادي رأينا من يتنكر لهذا العمل والانجاز
الكبير الذي كان حلماً يحلم به الجنوبيون ، فبهذا العملاق مشينا نحو بناء
الدولة ووضعنا أيدينا على أفواهنا متعجبين من حنكة المشير هادي ، فكل يوم يثبت لنا
هادي أن الأوطان لا تبنى بكثرة الخطابات
ولا بالظهور المتكرر على الشاشات ، ولكنها
تبنى بحسن التدبير ، ومعرفة مكامن الضعف في كل مفصل من مفاصل الدولة ، فهادي رجل
دولة من طراز فريد ونادر قل ما تجد مثله في دهائه وحكمته ، فالجنوبيون عليهم
التمسك بهادي حتى يصلوا لنقطة النهاية ، وعلى العقلاء من الشمال كذلك التمسك بهادي ليفلحوا ، فهادي هو شوكة الميزان جاء ليحقق العدالة
للشعبين في الشمال والجنوب على حد سواء ،
فهو واسطة العقد ، وسنظل نلف في حلقة مفرقة لو ابتعدنا عن خط هادي الذي رسمه لنا
وسندخل في فوضى الزعامات .
فمن
المعلوم أن كل واحد منا يرى نفسه هو الزعيم ولا يرى الزعامة إلا له وأنها على
مقاساته قد خيطت أثوابها ، فالتمسك بشخص هادي سيقودنا نحو محو هذه الفكرة التي
بدأت تعشعش في أذهان الكثير من الجنوبيين
، فالسياسة تحتاج إلى دهاء وممارسة وارتباط بالمحيط الداخلي والخارجي ، فالتهميش
يعني موت القضية ، والتفرد بالقرار هزيمة مبكرة وما أكثر الخصوم !!!
فكل
خطوة من خطواتنا يجب أن نخطوها بحذر ،
ولنحذر على قضيتنا من أن تغتال من بين أوساطنا ، أو أن نقتلها بأيدينا ، فلنحافظ
على باب النصر الذي جاء منه الإنصاف لقضيتنا الجنوبية ، قد نختلف على بعض التفاصيل ولكننا متفقون على
العنوان ، وقد نختلف في التنظير لكيفية الوصول إلى الهدف ولكننا متفقون على هدف واحد ، ولكن يجب علينا
ألا نختلف في الرئيس هادي ، فهو رئيس اليمن أي نعم ولا يعني هذا أن نتخذه خصماً ،
بل علينا الفوز به ، لأن خذلانه يعني تعدد الألوان وسنتوه ولن يتبين لنا الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، وسنفقد قضيتنا التي بدأنا نراها عياناً ، فمازلنا بهادي ومع هادي وخلف هادي نسير في
الطريق الصحيح وإن ابتعدنا عنه أو خالفناه أو عاكسنا خط سير هادي فسنتوه وتتأخر
قضيتنا التي ربما فقدناها ، وسنبحث عن رمزية هادي ولن نجدها في ظل خبث المتآمرين
وكثرتهم .
ربما
تجعلنا نزوات بعض المغامرين لا نلقي لهذا
الكلام بالاً ولا نعيره اهتماماً ، لكن
العقلاء سيتفهمون وربما هم أكثر فهماً ودراية بهذه الأمور مني ، قد ينخدع الكثير من أبناء الشعب بإعلام الفوضى
ويتنكرون لما قام ويقوم به أبو جلال ولكن
الحقائق ساطعة ، فالحق أبلج والباطل لجلج ، ربما يكون هناك ضعف في الجانب الإعلامي
لهادي وهذا هو سبب عدم فهم الناس لإنجازات هادي ، فلقد حمل الرجل ملف اليمن في
أحلك الظروف وقلب صفحاته صفحة صفحة بعد أن نفض التراب عنه ، وأخذ يصحح المسار
ويعالج ما خربه الفاشلون من ساسة الشعارات الجوفاء ، وأخذ يرتب الملف ويعدل هنا
ويصحح مفهوماً ومصطلحاً هناك ، فهادي لم يتسلم دولة ، فلقد قالها مراراً وتكراراً ، بل تسلم ملفاً
، ولكنه في فترة وجيزة وقصيرة جداً أسس لنا دولة جديدة ذات ملامح مختلفة بعيدة كل
البعد عن دولة المشائخ وتوريث السلطة ، لم يفهم حتى دهاة القوم ما يرمي إليه هادي
، فرميته لا تصيب إلا القلب وإن حادت عن القلب كانت على الكبد ، فلملم هادي اليمن
المتناثر وضمه في ملفه الجديد الذي أعده
وهيأه وأرشفه ، فأين كنا قبل هادي ؟
وكيف
أصبحنا برياسته ؟ فهادي وإن غضب الفاشلون هو سيد الساسة وحكيمهم ، فتمسكوا به تفلحوا .
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها
0 تعليقات