كانت
الساعة الخامسة مساء حينما صعدت الى سيارة اجرة على طريق واصلة بين مدينة نصر ووسط
البلد بالقاهرة .
سألت
سائق التاكس وكان رجل في العقد الرابع من عمره عن سر استقرار امدادات التيار
الكهربائي في مصر وهي التي كانت تشهد انقطاعات مخيفة في 2012 .
التفت
السائق ناحيتي وقال :" الامارات عملت لنا مشاريع بمليارات الدولارات في قطاع "الكهرباء"وببلاش.
كان
الرجل يقصد الهبات الاماراتية الضخمة والمجانية التي انهالت على حكومة "السيسي"
من الامارات عقب ثورة 30 يوليو .
في
الطريق الى منزلي هذا المساء ارسل لي احد الصحفيين صورة لموظف "إماراتي"
من الهلال الاحمر يقف وسط مجموعة من "الخرفان" بعدن ويترجاني نشر خبر عن
ذلك .
قلت
له :" لقد نشرنا عن ذلك .
قال
:" انشروا يافتحي لكي يعرفوا الناس الخير الذي تغرقنا به "الامارات".
عدت
الى منزلي وقررت ان اكتب منشورا ، كانت الاضواء مطفئة فالكهرباء منقطعة والماء لم
يصل منذ يوم وجارنا الذي يسكن امامنا اوقفني اسفل العمارة وسألني بلهجة متوسلة :"
شيء اخبار من الراتب..؟
تذكرت
كل هذه الاشياء المجتمعة وتذكرت سائق التاكس المصري وقررت ان اعقد مقارنة بين
ماقدمته "الامارات" للجنوب وبين ماقدمته لمصر .
حاولت
ان اعقد المقارنة ولكنني فشلت وقررت ان اسأل نفسي ما الذي قدمته مصر للإمارات لعلي
افهم اشياء كثيرة .
في
مصر تقدم الامارات هباتها دونما أي مردود فلا جزر ولا موانئ ولا ممرات بحرية
ولاقواعد ولا يتحكم "الاماراتيون" بشيء وفي "الجنوب" تقدم
الامارات اليسير اليسير من المال للبنية التحتية والكثير من المال لصناعة جيوش
مختلفة اللون والطعم والرائحة ويتحكمون بكل شيء
.
في
منزلي الصغير بحي انماء اشعلت ضوء شاحن الصغير وبدأت اكتب هذا المنشور وتسألت لماذا لاتقام لنا مشاريع بنى تحتية
طالما وقد سلمنا كل شيء ولم يبقى لنا شيء من هذا "الوطن" .
تسألت
ما الذي يمنعهم من ان يوجهوا كل ميزانيات الحرب هذه لإعادة اعمار هذه البلاد تشييد
محطة كهرباء مضخات مياه .
ومن
بعيد جاء صوت كباش تعلن انها مشروع عطاء جديد.
قلت
للصحفي الذي ارسل لي الصورة هل تريد ان تسمع ماتقوله الناس ؟
قال
:" نعم
قلت
له :" صورة 3 كباش وسلة غذائية يرافقها 23 مصور اعلامي يتقاضون مبلغا يفوق
بمرتين قيمة السلل الغذائية لم يعد مغريا لاحد ولا يحرك شيء في نفوس الناس.
قال
:" كيف ؟
قلت
له :" نريد يد تمتد لاخراجنا من وضعنا وطالما تزوجوا "امنا"فليكونوا
عمنا بحق وحقيقة وليس ببضعة كباش.
ضحك
وضحكت وضحكت الكهرباء لكنها رفضت ان تشتغل وخاصمتنا قطرات مياه "شحيحة" واطلقت
مدرعة تابعة للتحالف غربا عيارات نارية تحذيرية.
سألت
رجل عجوز من حي العيادات لماذا تختل
المعادلة دائما في "الجنوب".
قال:"
نرى القليل كثير ونفهم الحسابات في وقتها الضائع ..
في
علاقتها بالجنوبيين تحتاج "الامارات" ان تعيد النظر في امور كثيرة جدا ،
اولها اننا نستحق ابسط قدر من "الانسانية" لكي نحيا واننا لانريد اسلحة ولا جيوش بقدر احتياجنا لمشاريع البنى
التحتية الكهرباء والمياه وما تأكله الناس
.
يحتاج
"الجنوبيون" ايضا ان يظهروا بحجم الند لكل شيء اذا ما اردوا ان يبنوا
دولة وان يعلموا انهم لايشحتون من احد شيء فلديهم وطن اذا اشتغل فيه ميناء عدن
بوضعه الطبيعي سيغنيهم عن العالم اجمع.
قليلون
هم فقط من سيفهمون منشوري هذا ، وقليلون فقط من سيدركون ما الذي تعنيه ان تكون "ندا"
وان تعرف ما الذي يعينه "الوطن".
#فتحي_بن_لزرق
22-اغسطس-2017
#خرفان_مقابل_وطن
للمزيد من
الأخبار..... زوروا صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي facebook
للمزيد من
الأخبار..... زوروا صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي linkedin
للمزيد من
الأخبار..... زوروا صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي pinterest
لمراسلتنا وتزويدنا
بالأخبار المختلفة على الائميل :
جميع الحقوق محفوظة لموقع
#حضرموت_اليوم
© 2017
0 تعليقات