لا يغرنكم تدليس الخطاب

لا يغرنكم تدليس الخطاب

: سعود الشنيني

 لابد وأن من أتوا إلى المكلا لأعلان جمعيتهم الجنوبية يعرفوا جيدا ما جرى ويجري في حضرموت من تناقص كبير في أعداد الحضارم التابعين لهم بعد تشكيل قوات عسكرية خاصة بحضرموت دون أن يكون لهم القدرة على الأعتراض عليها أو رفضها لأن تشكيلها لم يأتي بعصاء إقليمية بل جاء بعصاء أكبر من منها وغليظة لم يتجرأوا على الإعتراض عليها أو الوقوف أمام قرارها بقيام قوات النخبة الحضرمية .. ولكن أشارت بعض مكوناتهم في أدبياتها في مارس الماضي جهلا بما يجري بتصنيف دولة الإمارات المنفذة لقرار التشكيل بأنها دولة إحتلال تتبنى تشكيل ميليشيات تابعة لها في حضرموت - يقصدوا قوات النخبة الحضرمية - وقد أثار هذا التصنيف سخط الكثير من الحضارم وزاد من كرههم لتابعي الجنوب وهو الأمر الذي أدرك بعض منظريهم خطورته وسرعان ما أعلنوا في مناسبة أخرى لهم تغيير لهجتهم العدائية واطلقوا عليها قوات النخبة الجنوبية تغطية لما تكنه صدورهم من غل عليها وامتدحوا دول التحالف وبالذات دولة الإمارات .. وفيما بعد عمدوا إلى نشر أعلامهم الجنوبية على النقاط العسكرية المنتشرة في ساحل حضرموت لأعطاء دلالات بتبعيتها وولاءها للجنوب وهم يعرفوا جيدا أنها لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع وإنما مصرين على رفعها لإثارة حنق الحضارم واقتناص من يرتكب أي ردات فعل تؤدي إلى فوضى هم يتمنوها لجر حضرموت إلى مستنقع الفوضى العارمة .. ولكن الناس يحاولوا تجنب ما يرمون إليه هؤلاء وأن تلك مجرد أعلام لدولة لا توجد إلا في خيالهم فقط وهي لم ولن تغير من شخصية وهوية قوات النخبة الحضرمية .
من يقرأ الخطاب العاطفي الذي ألقوه يوم أمس في عاصمة حضرموت جيدا لابد وأن يدرك أن التغيير كان مدروسا لإخفاء ما في دواخلهم تجاه حضرموت وقواتها يصاحبه أحساس لديهم أن حضرموت أصبحت عصية عليهم .. ولهذا جاء خطابهم الذي ألقاه عيدروس إنتقائي مرن في نقاطه التي حاول من خلالها مخاطبة ألباب الحضارم ومحاولة إثارة عواطفهم دون الإفصاح عن العقيدة السائدة لديهم بتبعية حضرموت للجنوب وذلك لعدم إثارة حفيظة الحضارم في عقر دارهم .. مع يقينهم أن الحضارم من صغيرهم إلى كبيرهم لا يرغبون في قدومهم إلى حضرموت ما عدى تلك الفئة المعلولة ولو لا  أن الإماراتيين كانوا وراء تحركهم من عدن وتسهيل مرورهم إلى إقليم حضرموت لكان الوضع مختلفا  وربما كان ذلك نكاية لهادي .

ولهذا أرى أن خطابهم في المكلا لا ينبي عن ما في صدورهم  تجاه حضرموت .. وأعتبره خطاب يخفي حدة أنياب أصحابه تجاه الضحية التي يحاولون استدراجها .
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها

لمراسلتنا وتزويدنا بالأخبار المختلفة على الائميل :
جميع الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017

إرسال تعليق

0 تعليقات