كلمة الزعيم باعوم في المؤتمر العام الثاني للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب

كلمة الزعيم باعوم في المؤتمر العام الثاني للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب

عدن | حضرموت اليوم | متابعات :

كلمة الزعيم باعوم في المؤتمر العام الثاني للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب
بسم الله الرحمن الرحيم
ايه الحاضرون جميعاً التحية لكم فرداً فرداً بل التحية لكل ابناء شعبنا العظيم الصابر والصامد وكلنا شوق للقائكم عما قريب باذن الله تعالئ كما يسرني بمناسبة انعقاد مؤتمركم واستكمال البناء المؤسسي للحامل والممثل الرائد للقضية الجنوبية المجلس الثوري الاعلئ ان اتحدث اليكم من القلب عن الهم العام وما واجهناه من صعوبات ومعوقات وكذا والتطرق للماضي والحاضر والمستقبل بشفافية ووضوح تام كما تعودتم منا خلال سنوات نضالنا معاً من اجل حرية بلادنا واستقلالها .
الحاضرون جميعاً ان النضال الدؤوب والمثابرة في حياة الشعوب الحية عملية مستمرة ودائمة حسب طبيعة ومتطلبات كل مرحلة فقد تكون التحديات داخلية وقد تكون خارجية وقد تكون سياسية او اقتصادية او اجتماعية كم ان اسلوب النضال سواء كان سلمياً او مسلحاً تحدده طبيعة تلك التحديات المستمرة ويجب ان يكون وفق رؤوية واستراتيجية واضحة وعمل مدروس ومنظم وليس انفعالي لحظي او عشوائي او دون روؤية  وتخطيط ودراسة متانية تاخذ في اعتباراتها الوقائع المحيطة وتطلعات الجماهير كما ان القضايا الوطنية الكبرئ لايمكن ان تترك للمغامرات الشخصية او لحالة طيش فردية لقيادي هنا او هناك بل يجب ان تكون وفق اطر مؤسسية وتنظيمية وهذا ما اعتمدناه خلال مسيرتنا النضالية الوطنية في محطاتها المختلفة منذ التحرير الاول من المستعمر البريطاني الى محطة التحرر الثانية التي فجرها شعبنا من خلال الحراك الوطني الجنوبي المبارك .
اية الاخوة والابناء جميعاً ان فكرة العدو التاريخي الابدي والتي تقوم على اساس الحقد الدائم او النعرات الضيقة الموروثة  ليس لها مكان عند الشعوب العظيمة في سفر كفاحها ونموها وتطورها وازدهارها وهذا مايخبرنا به تاريخنا الجنوبي القديم منذ الازل والمعاصر ايضاً وفي كل منعطفاته بل على العكس تماماً فقد كان الشعب الجنوبي عون ورافد لدول الجوار ولكل محيطه الاقليمي سواء المرتبط بالعربية اليمنية الشقيقة او في دول مجلس التعاون الخليجي او غيرها وان خلافاتنا في الماضي والحاضر مع اي دولة او جهة كانت انما تنبع من حقنا في السيادة على ارضنا واستقلالنا بقرارنا الوطنية وان المساس بذلك الحق من اي جهة او سلطة كانت هو مايحرك حقنا في النضال والرفض والمقاومة وفقاً لضوابط وطنية واضحة وليس وفقاً للنعرات او الاحقاد او اهواء شخصية ومن هذا المنطلق فان خلافنا ماقبل تفجر هذه الحرب كان مع نظام 7/7 المحتل لارضنا وليس مع اخواننا المواطنين البسطاء في العربية اليمنية الذي يربطنا بهم تاريخ مشترك واواصر قربئ كما ان عدائنا كان حصري مع نظام 7/7  لانه جاء غازياً لوطننا وبلادنا وان ذلك العداء ينسحب الى كل من يحاول ان يسلبنا استقلالنا وسيادتنا على ارضنا ووطننا وان هذا الموضوع غير قابل للمساومة او المهادنة او الاستثناءات مع اي دولة او جهة كانت وفي اي زمان كان وهذا هو المعيار الذي سيحدد صداقاتنا وعداواتنا اليوم وفي المستقبل وبنفس ضوابط الماضي التي واجه شعبنا فيه كل من سولت له نفسه المساس بسيادتنا الوطنية منذ الازل والى اليوم .
ايه الاحبة جميعاً من ابناء شعبنا العظيم الصابر المناضل اود ان احيطكم علماً في عُجالة موجزة عن الفترة الماضية منذ ماقبل الحرب في مرحلة التحضير لها وحتى اليوم ايمانا منا بحقكم في الاطلاع عن مايدور بشفافية ووضوح وبعيداً عن الخداع الاعلامي والسياسي الذي طغئ على مرحلة الحرب وحتى اليوم وفي هذا الصدد يجب ان يعلم شعبنا ان كل القيادة السياسية التاريخية الجنوبية ونحن منهم رفضت الحرب عندما طلب دول التحالف العربي اثناء التحضير للحرب منا المشاركة وقد اخبرونا بوضوح ان مشاركتنا ستكون بمقابل مادي ودعم لوجستي فقط دون اي مكاسب سياسية لقضيتنا الوطنية وقد اللتزم كل القادة التاريخيون للجنوب بعدم المشاركة في تلك الحرب بما في ذلك من ذهبوا الى الرياض فيما بعد اعلان الحرب والبدء في شنها بل هم من طلب منا رفض اطروحات دول التحالف وعدم الذهاب للرياض والتزمنا بذلك ولم يلتزموا ولم يجنوا شي ايضاً بذهابهم .
ان رفضنا للمشاركة في الحرب كان مبني على مجموعة حيثيات موضوعية تخص قضيتنا الوطنية نوجزها بالاتي :
1-     ان اهم مبررات الحرب كانت من اجل ارجاع احد اطراف نظام 7/7 للحكم واعادة صياغة اقتسام السلطة فيما بين ذلك النظام المحتل للجنوب .
2-     ان وقود الحرب سيكونون شبابنا وساحتها ارضنا دون ان نكون شريك سياسي لاي من الاطراف
3-     ان قضيتنا مغيبة بل يرفضوا حتى تقديم وعود مكتوبة ومضمونة مستقبلية لنا في مايخص قضيتنا الوطنية الجنوبية
4-     ارادونا ان نكون وشعبنا مجرد اتباع لهم مع الابقاء لتبعيتنا لنظام صنعاء المحتل بل واعادة صياغة تلك التبعية وشرعنتها بصيغ جديدة تلغي حقنا في سيادتنا على ارضنا
5-     استشعارنا بوجود اطماع ذات ابعاد استراتيجية خارجية على وطننا ومواردنا ومقدراتنا مع الاصرار على تغيب ارادتنا وسيادتنا على ارضنا ووطنا
ان تلك الحيثيات والتي رفضت كل القيادة الجنوبية في حينه المشاركة في الحرب لاجهلها اثبتت الايام صحتها وواقعيتها واضافت مشكلات وتعقيدات اضافية للمشهد على الارض واصبحت مازقاً للجميع الا ان الخاسر الاكبر كان ابنائنا وفلذات اكبادنا ومقدراتنا الوطنية والبنية التحتية على بساطتها وشحتها وان المسؤولية على ذلك لاتتحمله سلطة صنعاء ودول التحالف العربي فحسب وانما ايضاً بعد ابنائنا من قيادات الصف الثاني في الحراك الذين اندفعوا بنزق ودون دراية نحو الحرب  او اندفعوا لشهوات ورغبات فردية طغت على التزاماتهم الوطنية نحو القضية والشعب والوطن واننا اذا نعذرهم على ذلك ونعفو عنهم انطلاقاً من ايماننا المطلق بالتصالح والتسامح كاساس عام ودائم يشمل قضايا الماضي وكذلك اخطاء الحاضر الا انه مطلوب منهم ترك التبعية للخارج والعودة للصف الوطني اما من خلال العودة الى المجلس الثوري باعتبارة الحامل المؤسسي الوحيد والمفجر لثورة الجنوبية او من خلال تاسيس مكوناتهم الخاصة بعيداً عن اي اعمال انشقاقية او استنساخية تهدف لتفتيت الحراك ومؤسسته الاولى المجلس الثوري الاعلى الذي انبثق عن نضال طويل ومرير وتضحيات جسام وعمل داوؤب استمر عشر سنوات او اكثر في مخاض اسطوري  وبارادة شعبية وطنية خالصة دون اي مساندة او تبعية لدول الخارج او لاقطاب المال والسلطة في الداخل .
ايه الاخوة والاخوات والابناء الاكارم لقد تعرضت قضيتنا وتعرضنا شخصياً خلال المرحلة السابقة لحملة اعلامية وسياسية تشويهية هدفت لاقتلاع القضية الوطنية واقصاء مناضليها المجربين عن المشهد لاعادة تشكيلها بما يضمن استمرار الغاء استقلالنا الوطني وسيادتنا على ارضنا وفي هذا الصدد تم تصويرنا على اننا ابتعدنا عن المشهد السياسي والنضال الميداني وكاننا حالة طارئة تم ازالتها من المشهد او فضلت الانكفاء على الذات هرباً من مغرماً او تربصاً في مغنم وقد بذلوا في سبيل ذلك كل الامكانيات والوسائل والاساليب من التعتيم الى التشويه والتشهير و الاغتيالات والاعتقالات لاشرف مناضلين الحراك من ابناء شعبنا بل ومنعنا من اقامة اي فعالية سلمية بالقوة ( مثل ماحصل عندما دعونا لتظاهر في المكلاء قبل اشهر وغير ذلك ) وهو امر غير مسبوق وهذا ما وضعنا لاول مرة امام خيارات كلها مرة وهي المواجهة مع ابنائنا ورفاقنا ممن انشقوا عنا اي خلق مواجهة جنوبية جنوبية و اراقة الدماء من طرف واحد وهو نحن وبايادي جنوبية ودون اي اسباب موضوعية وطنية سوا التوجيهات من دول اجنبية لتصفية القضية ولعقاب من رفض التبعية لهم على حساب سيادتنا واستقلالنا الوطني بل وذهبت تلك الدول لمحاولات اصطناع حامل مستنسخ للقضية الجنوبية يتم تسيره والتحكم به عن بعد من خارج حدودنا السياسية والجغرافية كما حاول نظام صنعاء من قبل امعاناً منهم في محاولات خلق صراعات جنوبية بينية تفضي ليس لتصفية القضية الجنوبية فحسب وانما لانتاج احتلال جديد ومتعدد لوطننا وتوسيع دائرة النهب لمقدراتنا ومواردنا الوطنية بالاشتراك مع نظام 7/7 الذي يعاد انتاجه ضمن محاصصة جديدة في اطار صراع سلطوي يعتبر الجنوب في محصلته مجرد غنيمة للمتصارعين المحليين والاقليمين .
ان الذين عابوا علينا عدم الاصطدام بابنائنا الذين انجرو للحرب والتبعية خلال الثلاثة اعوام المنصرمة واعتبرو ان ذلك عذوف عن النضال الوطني وتخلي عن القضية عليهم ان ينظرو بعين فاحصة لمؤتمركم هذا ولمؤتمرات المحافظات ولهذه العزيمة والتحدي في ظل كل المعوقات والعراقيل التي وضعوها ولهذا الانجاز في استكمال بناء المؤسسة الوطنية الرائدة والحاملة للقضية الوطنية والقائدة لثورة الوطنية الجنوبية ان موتمركم هذا هو ذروة سنام تضحياتكم وهوالانجاز الاعظم في سفر النضال الوطني نحو الحرية والاستقلال ومن خلاله يكتمل الحامل المؤسسي للقضية والذي بدوره سيحدد مستقبل العمل النضالي ووسائله واساليبه واستراتيجياته وتكتيكاته بارادة شعبية وطنية خالصة ونقية .
ايه الاعزاء جميعاً لقد الغئ نظام صنعاء الشراكة التي قامت في مايو 90 واستبدلها باحتلال مباشر في حرب صيف 1994 الا انه ظل يزعم ان تلك الشراكة في الوحدة قائمة واستخدم ذلك وبعض ابناء الجنوب كغطاء لاحتلاله للجنوب وقد تحمل شعبنا ذلك حتى انفجرت الثورة الجنوبية السلمية من خلال الحراك المبارك الذي كشف تلك الشراكة المزعومة والوجه القبيح لاحتلال نظام 7/7 للجنوب وما اشبه اليلة بالبارحة فتحت نفس الذريعة تم احتلال بلادنا مجدداً من قبل جيوش متعددة الجنسيات بابشع مما حصل في حرب 7/7/1994 بل ان مسالة الشراكة مع تلك الدول لاتعدو ان تكون بروبجندا اعلامية فقط تصدر عن ازلام ذلك الاحتلال والذي وضعوا ككنبارس او مجرد غطاء وواجهة لذلك الاحتلال كما فعل نظام 7/7 من قبل مع بعض ضعاف النفوس من الجنوبين والذي قبلوا على نفسهم ذلك مقابل مكاسب شخصية و لتتويه عموم شعبنا عن هدف التحرير والاستقلال والسيادة على الارض والتي لاتتجزاء فكل واي دولة ومهما كانت روابطنا الاسرية الاجتماعية او الموروث الثقافي والتاريخي تحاول  الانتقاص من حقنا في وطننا فهي احتلال وبالتالي عدو وجب مقاومته بكل الوسائل وان اعتمادنا على الاسلوب السلمي لايعني قبولنا بالاحتلال او مهادنته وانما حقناً لدماء ومنع لهدار الطاقات والموارد لادراكنا اننا جميعاً كشعوب ودول المنطقة ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا كما ان مصيرنا مشترك في مواجهة نفس الاعداء المتربصين بكل شعوب المنطقة الا اننا نطلب من مؤتمركم هذا وما ينبثق عنه من قيادة دراسة كافة البدائل والاحتمالات ورسم الاستراتيجيات لمقاومة وطرد كل واي غازي من بلادنا وكذلك بحث علاقات الصداقة المتاحة مع الدول والاحزاب والمنظمات الراغبة في ذلك بندية كاملة ودون انتقاص من حقنا في سيادتنا على ارضنا ودون مساومة على حرية شعبنا ,
اية الاحبة جميعاً وقبل ان نختم مخاطبتكم نذكركم باخوانكم وابنائكم القابعيين تحت التعذيب الذي يندئ له جبين الانسانية في السجون السرية للاحتلال الجديد المتعدد الجنسيات كما نذكركم بالتدمير الممنهج للخدمات العامة واغلاق المطارات التي تعتبر المتنفس الانساني الوحيد لكل ذي حاجة خاصة الجرحئ والمرضئ وغيرهم من ذوي الحاجات وكذا سياسيات الافقار والتجويع الممنهجة لكسر وتطويعة ارادة شعبنا العظيم  وان كل ذلك يجب ان يكون دافع اضافي لنا لاستيعاب المرحلة وشحذ الهمم لمرحلة جديد من الكفاح والنضال خاصة واننا قد استكملنا من خلال مؤتمركم هذا بنا المؤسسة والحامل والممثل للقضية الجنوبية واننا بهذا المنجز الذي يفترض ان ننتقل من خلالة نقلة نوعية في النضال بشكل جماعي ومدروس ومنظم .
ختاماً تقبلوا خالص تحياتنا ولن نقول وداعاً وانما الى اللقاء قريباً وقريباً جداً والسلام عليكم ورحمة الله
---------------------

جميع الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017

إرسال تعليق

0 تعليقات