✍:محمد سالم
بارمادة
لا شماتة في موت عبد من عباد الله الذين يرتكبون الحسنات والسيئات
مثل باقي البشر، أما الطغاة والمتجبرون، الذين ملئوا الأرضَ ظلمًا وأذلّوا عباد
الله واستباحوهم وجعلوا أيامهم على الأرض شقاء وكدحا، ونال أذاهم القاصي
والداني، فالفرح في موتهم إنما هو في
حقيقته تقرّب إلى الله بالاعتراف بقدرته جل شأنه على تحقيق وعِيْده بالقصاص من
الظالمين , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العبد المؤمن يستريح من نَصَب
"تعب" الدنيا، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)
رواه البخاري ومسلم , ويخبرنا التاريخ الإسلامي أن المسلمين قد فرحوا أيّما فرح
بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي ضرب الكعبة بالمنجنيق، وقتل عبد الله بن الزبير.
مات صالح عفاش .. فبكي الجميع .. وحزن الجميع .. وكتب الجميع ..
ولكن هل مشاعر الحزن دموعاً نسفحها حبراً على الورق ينتهي بها المطاف في صندوق
النفايات ؟ .. لماذا لم يطالب هؤلاء المتباكون صالح بعدم التحالف مع المليشيات
الانقلابية يوم فكر بالتحالف معها ؟ لماذا لم يقدموا هؤلاء المتباكون النصح
والمشورة للرجل حين سلم كل مقدرات البلد لقلة إرهابية انقلابية أدمنت القتل وسفك
الدماء .. لما لم يقفوا هؤلاء المتباكون ضد صالح عفاش يوم باع اليمن لإيران ؟ لماذا
لم يقدموا هؤلاء المتباكون على صالح النصيحة والمشورة بعدم الانقلاب على نظام شرعي
ورئيس شرعي تم انتخابه ديمقراطيا من قبل الشعب والمتمثل في رئيسنا الشرعي عبدربه
منصور هادي ؟
صالح لم يكن صالحاً طيلة سنوات حكمه وما بعدها .. وبأرقام سريعة
وخاطفة نرى إن 46% من اليمنيين تحت خط الفقر المدقع .. 75% من اليمنيين يعانون
العوز الغذائي .. 700 دولار متوسط دخل الفرد في اليمن , ومعناه أن كل مواطن يعيش
علي أقل من دولارين في اليوم .. 69% نسبة الأمية في اليمن .. 83% نسبة الأمية بين
النساء .. 87% من الفتيات لم يلتحقن أو يكملن تعليمهن الجامعي .. صنعاء ضمن أسوء
10 مدن في العالم، وفقاً للتصنيف العالمي لنظافة المدن وملائمة أجواءها للمعايير
الصحية .. 18 ألف يمني يموتون سنوياً بسبب الملاريا .. اليمن واحدة من بين أكثر 3
دول في الشرق الأوسط استيراداً للمبيدات الزراعية المسرطنة .. ( وما خفي كان أعظم
وافجع ) .
لقد مارس صالح عفاش طيلة حكمة سياسة فرق تسد وهو أسلوبا لا أخلاقيا
تمارسه القوى الغاشمة والحكام الطغاة المستبدين للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة ,
أثار التناقضات والعداوات والثارات بين فئات المجتمع اليمني , زد على ذلك ضرب
قبيلة بقبيلة أخرى وحزب بحزب آخر وقوى سياسية بقوى أخرى , وتلاعب بوحدة النسيج الوطني؛ فكل هذه السياسات
ساهمت في ضعف النسيج الاجتماعي وضعف الدوافع الوطنية وخاصة أن المظالم التي تعرضت
لها فئات واسعة من الشعب اليمني جعلت من الكثير لا يبالي بما يحدث .
أخيرا أقول .. إن ما قلت وأعلنت وأسررت إنما هو غيض من فيض وما خفي
كان أعظم وأمر , لذا أقول لكل المتباكين على صالح عفاش , كفى ! لقد أزعجتمونا
بصالح عفاش وهو ميتاً بعد أن كنا منزعجين منه حياً , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن .. حفظ الله الرئيس عبدربه منصور هادي .
■ جميع
الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017
0 تعليقات