كُتب بواسطة : حسن علام
صديقي الشاعر الكبير المبدع الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) ظل سابع أغني رجل في العالم حتي بداية الثمانينيات، وكون ثروته بعرقه وذكائه وعصاميته، لا كابن ملك، فقد كان رجل أعمال وتاجرا شاطرا، ورغم ثرائه الفاحش عاش حياة ناعمة ولكن بلا بذخ ولا تبذير، كنت قريبا منه ورافقته في أكثر من رحلة خارج السعودية، وذات مرة عام 1985 ونحن في صالة كبار الزوار بمطار الملك عبدالعزيز بجدة متوجهين إلي الرياض لحفل توزيع جوائز الملك فيصل وحضره الملك فهد »رحمه الله» سألته: هل سنسافر في طائرتك الخاصة، ابتسم ورد: حسن.. أنا اسمي عبدالله.. »بافيصل».. وسافرنا علي الدرجة الأولي مثل باقي الركاب و»با» ترمز دائما لعائلات الحضارم أو الحضارمة نسبة إلي »حضرموت» باليمن، وقد اشتهروا بالحرص لا البخل في إنفاق المال، علاوة علي المهارة الشديدة في التجارة، يضع »الحضرمي» منهم هامش ربح بسيطا لكسب ود الزبون، ولا يغش أبدا، وصادق في تعاملاته، ولا يخجل أبدا أن يبدأ حياته من الصفر، وبأصغر الأعمال ويكبر معها بعصاميته حتي يصبح ثريا، وأكبر تجمع للإخوة الحضارمة في العالم بالسعودية التي استوطنوا فيها منذ عهد الملك عبدالعزيز وأحبهم السعوديون ورحبوا بهم ومع مرور الزمن انصهروا في النسيج الوطني، ولعبوا دورا بارزا في منظومة المجتع السعودي، ومنهم من أصبح من رجال الدولة، وتألقوا في كل المجالات كالطب والفنون والأدب والموسيقي والقضاء، لكنهم برعوا تماما في القطاع الاقتصادي والمالي والمصرفي والاستثماري، ولمعت عائلات كبيرة منهم كنجوم في سماء الثراء أمثال: بن لادن وبن محفوظ، وباعش، وبقشان، والحريبي، وباخشوين، وبالبيد، وباناجه، والعمودي.. وغيرهم..
مايعجبني في الإخوة الحضارمة بساطة العيش والزهد والتعفف والأدب الجم والأمانة، وتوريث القيم والمبادئ لأبنائهم وأحفادهم، ونحن أحوج مانكون إليها، لأن »الفشخرة» الكذابة والتفاخر والمظهرية أهم أسباب تخلف الكثير من المجتمعات العربية!
تابعونا على شبكة حضرموت اليوم عاجل من خلال :
الفيسبوك اضغط هـنـا
تويتر اضغط هـنـا
لينكد إن اضغط هـنـا
بنتيرست اضغط هـنـا
جوجل بلس اضغط هـنـا
●جميع الحقوق محفوظة لموقع حضرموت اليوم عاجل©2018
0 تعليقات