كُتب بواسطة: سالم محمد بارمادة
"شيء خطر في بالي وأعتقد اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"
في الحديث عن موضوع الهويّة التي - أعتقد - أغلبنا لا يعرف ما هو
معناها الحقيقي وأبعادها المختلفة ، يستهوي عقلي سؤال وهو، ما هي هويتك ؟
الكثير منا سيعلق شماعة هويته بلونه، عرقه، جنسيته، قبليته والأهم
من ذلك كله ديانته. ربما حتى الديانات وفي مفهوم الدين الواحد هناك العديد والعديد
من التصنيفات التي تندرج تحتها. فمثلاً هناك السني أو الشيعي المسلم، أو الكثالوكي
المسيحي وغيره الكثير.
بغض النظر عن انتمائك، أو المظلة التي تندرج تحتها شخصيتك، تحديدنا
للهوية التي ننتمي لها ربما تضعنا في خانة ” نحن ” و ” هم“. فنحن أصحاب البشرة
البيضاء التي تعتز ونفتخر بكوننا ولدنا بهذا اللون مهمشين غيرنا ممن ولدوا - بغير
اختيارهم- حاملين بشرة سمراء. ونحن القبيلة التي حاولنا الحفاظ على نقاوة دمنا،
ونرفض بشكل قاطع أن نتزوج من غيرنا خشية
أن يتلوث ذلك الدم.
ونحن الذين جئنا من بلد معين حاملين جنسية معينة نتميز عن غيرنا ممن
هم يحملون جنسية، أو وثيقة سفر مختلفة بالرغم من تشابه عاداتنا،قيمنا، ولغتنا.
ونحن ” أصحاب الديانة أو المذهب“ الحق الذين نعتقد وبشكل قاطع بأن
علينا أن نتمسك بما لدينا ونبتعد كل البعد
عن من يعتقد باعتقاد مخالف، أو يقوم بشعائر تختلف عما تعودنا عليه. بل إن رأينا
أحد ممن هم ينتسبون لنا يقومون بأعمال مختلفة أو حتى يتكلمون بغير ما نعتقد به
فإنهم ملحدين، مرتدين، مستشرقين بل ننقلهم لا إرادياً إلى خانة ”هم“. نعم لقد
أصبحت منهم!
كل هذه الأمثلة التي ذكرتها لا أقصد بها أحد ولا يستهويني التخصيص،
ولكنني ذكرتها من باب تقريب الصورة للواقع الذي نعيشه لا أكثر. كل هذه الأمثلة في
الحقيقة”تقسمنا“ لجماعات وتحزبات صغيرة أو
كبيرة تجعل من مفهوم الهوية عند كل شخص مفهوم يتحول لما يسمى ” الهوية القاتلة“.
فبسبب تلك الهوية قامت تلك الحدود بين الدول، وبسببها قامت تلك
المشاكل الأسرية، وبسببها قامت تلك الحروب وتلك الصور المأساوية التي نراها تتكرر
باستمرار بحجة أنه ” منهم“.
في وجهة نظري أعتقد بأن هذه ليست حجة حقيقة للاعتداء على
حقوق أحد ( ذكر أو أنثى) أو سلب منه حق مشروع.في الحقيقة أعتقد أن المظلة التي
تجمعنا بجميع من حولنا بأننا ”نحن“ بشر، نمتلك نفس المشاعر والأحاسيس ونتشارك نفس
الفرح والألم، وعلى هذا المنطلق احترام وجهات النظر سيجعل الأرض التي تمشي عليها
أقدامنا خصبة للأجيال القادمة، بل ستبعد عنهم مفهوم الهوية التي استهوتنا كثيراً.
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها
■ حضرموت اليوم
على موقع التواصل الاجتماعي بين تيرست
■ حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك
■ حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي لينكد ان
■ حضرموت اليوم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر
●جميع الحقوق محفوظة لموقع حضرموت اليوم عاجل©2018
0 تعليقات