هادي ومطلب لم الصفوف...

هادي ومطلب لم الصفوف...

كُتب بواسطة : عبدالجبار ثابت الشهابي 



أغرب ما يبعث اليوم على الاستغراب والتعجب، في زمن كثرت فيه العجائب، أن تتعالى الأصوات المنادية بضرورة تناسي الماضي وخلافاته، ولم صفوف كل القوى الوطنية المناهضة للحوثة، والانطلاق صوب المستقبل، بهدف واحد هو مواجهة العدو المشترك لليمنيين، والتفرغ بالتالي لمعالجة المعضلات التي خلفتها الحرب، ومنها إعادة اللحمة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب الظالمة التي مازال يشنها الحوثة على اليمن أرضا وإنسانا، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.


الغريب- وإن كانت الدعوة محقة- أن تأتي (هذه الدعوة) من بعض ممن لايزال يقاتل تحت مظلة شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، لكنه في الجانب الآخر يرفض مجرد الإعتراف بها كشرعية، ويعمل (في منحى مختلف) على الانتصار لأجندات مناوئة لشرعية وللرئيس هادي نفسه!!.


وإذا كانت هذه الدعوة هي في الحقيقة دعوة الرئيس المناضل الجسور عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية الاتحادية (بموجب ما اتفق عليه الشعب اليمني في مؤتمر الحوار الوطني) فالجلي أنه لا خلاف لهذه الأطراف التي أدركت بعد أربع سنوات من الحرب أهمية الوحدة اليمنية، ولم شمل اليمنيين في مواجهة التوجه الإيراني، المتمثل بالصفويين الحوثة، فلماذا، والحال هذه؛ لا تعلن هذه القوى اعترافها بشرعية الرئيس هادي؛ الذي ظل يحذر من أطماع الحوثة منذ باع بعضهم الجيش والأمن بدواع غير حكيمة، وسلم مؤسسة الجيش والأمن بكلها وكل كلها لقوى يعلم القاصي والداني أطماعها، وأحفادها المقيتة على الثورة السبتمبرية، والشعب اليمني؟!


وعلى الأقل؛ لماذا لا يقرنون هذه الدعوة الإيجابية اليوم، (من حيث المبدأ) باعتراف صريح بالشرعية كحق مغتصب، وكأداة للوصول إلى منجز الاتحاد من أجل اليمن، الديمقراطي، الموحد، المستقل، والمزدهر، ولاسيما أن هذه الشرعية قد اعتدي عليها، وتسبب كثيرون من هؤلاء، وغيرهم في دفع البلاد من كارثة، إلى مأساة، فيما ظل القائد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ينادي الجميع، بدءا من لحظات حصاره، وحتى تعقبه في عدن، وضرب الطيران، الذي هو ملك الدولة لقصر معاشيق، بضرورة حقن الدماء، وتجنيب الوطن الويلات، ودرء مآسي الاقتتال، وهو من دفع دفعا، واضطر اضطرارا إلى طلب النجدة من الأخوة في الإقليم، والوطن العربي، والعالم الإسلامي لنصرة إرادة الشعب اليمني؛ التي انقلب عليها الحوثيون وحلفاؤهم في تلك المرحلة..لماذا لا يبدأ الجميع خطوة تصحيحية في مسار المعركة مع الحوثيين.


نقول ذلك من باب التأويل بالظن الحسن.. وفي الأخير فهذه دعوة الشرعية، ودعوة فخامة الأخ، والوالد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، منذ بداية الفتنة التي فجرها الحوثيين، وحلفاؤهم، وأعوانهم، فلا جديد إذن، وإن كانت في الواقع تمثل مطلبا عقلانيا، وحقا أحق بالاتباع.. وضرورة ينبغي أن يفهمها كل المخلصين، ولكن ينبغي مع ذلك احترام عقول اليمنيين، وفي المقدمة وضع النقاط على الحروف، وتحديد موقع الحصان من العربة، ما لم فسنظل نلف، ونجري كالحمار وراء الجزرة.





-------------------------
جميع الحقوق محفوظة لموقع حضرموت اليوم عاجل©2019

إرسال تعليق

0 تعليقات