الجيل الخامس وطريق الحرير ..تداعيات الحرب بين واشنطن وبكين...

الجيل الخامس وطريق الحرير ..تداعيات الحرب بين واشنطن وبكين...

كُتب بواسطة: أسيا ناصر   
1- التعرفة الجمركية والجيل الخامس لم تتغير الصورة النمطية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة..

وحتى خوضه حروب متتالية مع المكسيك ايران روسيا ثم الصين..والتي تعد حرب مصيرية أذ تهدد الصين مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في الهيمنة الاقتصادية العالمية،ويرى العالم تصريحات ترامب النارية في صورتها النمطية لرجل أعمال يرى الأمور بميزان الربح والخسارة..

 بيد أن بزوغ نجم الصين الذي تطور في مختلف مجالات التصنيع وماكان بالامس في الصناعات الصينية التي تعتمد على التقليد والنسخ تغير وأصبح للصين تكنولوجيا خاصة بها بل وتطورت بسرعة البرق ما جعل ترامب يسارع في اتهام الصين باستخدام أجهزتها في التجسس والاضرار بأمن الولايات المتحدة الأمريكية .
اقرا ايضا :عبدون الوافي


ان المنتحات الصينية تلاقي رواجا في المجتمع الأمريكي لجودتها وسعرها المناسب ،وتضرر المواطن الأمريكي الذي بات يدفع ضرائب سنوية تقدر ب 500دولار كحد أقصى، وبالمقابل فرضت الصين ضرائب على المنتجات الامريكية.. وتعاني الصين من تباطؤ في النمو، حيث ان صادراتها إلى الولايات المتحدة أكثر من وارداتها. وبدأت الحرب بين الطرفين في 6يوليو2018،عندما طبقت الولايات المتحدة الأمريكية أول تعرفة جمركية وقيام هيئة الجمارك وحماية الحدود بتحصيل تعرفة جمركية بنسبة 25% على 818 منتجا صينيا مستوردا بقيمة 34 مليار دولار، وردت الصين في نفس اليوم وطبقت تعرفة جمركية بنسبة 25% على 545 منتجا أمريكيا بقيمة 34 مليار دولار. واستمرت الحرب بين الطرفين وشهدت تصعيدا وتهدئة الى ان اتفق الطرفان على عقد هدنة. وينتاب العالم قلق من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعملاق الصين إذ تتداول تقارير اقتصادية الى احتمالية عودة أزمة 2008 التي مازالت آثارها حتى اليوم ..وقد يشهد العالم أزمة اقتصادية إذا ما استمرت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين..فإن 600مليار دولار يمكن أن يقصى من حجم الناتج المحلي العالمي عام2021.


ويرى محللون أن أزمة ترامب مع الصين لا تعد ترفا بمقدار ما يشكل تطور الجيل الخامس لشركة هواوي الصينية خطرا على الأمن الامريكي ومنافسا قويا لشركة آبل الأمريكية. والهيمنة الاقتصادية للصين العملاق من خلال التحكم في تقنيات الجيل الخامس..لذا وضع مكتب الصناعة والامن التابع لوزارة التجارة الأمريكية هواواي والشركات التابعة لها ضمن قائمة الكيانات المحظورة..وتبعتها أستراليا ونيوزيلندا. وبالنسبة للمملكة المتحدة فقد أعلنت مراجعتها لسياسات تطوير شبكات الجيل الخامس والتي تجعل دور شركة هواوي مقصورا على تزويدها بالمكونات غير الأساسية على الرغم أن شركة هواوي رفدت اقتصاد المملكة المتحدة بماقيمته 1.7مليار جنيه إسترليني،ووفرت 26.200ألف وظيفة ودفعت ضرائب بنحو 470مليون جنيه إسترليني خلال الفترة من 2012-2018، غير أن شركتي أي أي وفودا فون الغا طلباتهما الأولية الخاصة باستيراد هواوي الذكية المتوافقة مع الجيل الخامس. وفي الوقت الذي يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ستجلب مليارات الدولارات للخزينة الأمريكية يقر مستشاره الاقتصادي لاري كو دلو بأن الشركات الامريكية هي التي ستدفع الرسوم الجمركية على أي بضائع تستورد من الصين. يدفع المستوردون الأمريكيون وليس الشركات الصينية الرسوم الجمركية في صورة ضرائب للحكومة الامريكية. ويقترح ترامب على الشركات تغيير وجهتها ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فأين ذهب عقل ترامب التجاري إذ أن تغيير وجهة الاستيراد يرافقه وقت طويل وتكلفة أكثر بالإضافة إلى أن الوجهات المقترحة من ترامب تصغر أمام قوة الصين التصنيعية الكبرى

2- حزام واحد طريق واحد وهيمنة الصين الإقتصادية أثناء زيارة الزعيم الصيني شي جين بينج عام 2013 إلى كازاخستان واندنوسيا ..


كشف الزعيم شي جين بينج عن مبادرة حزام واحد طريق واحد والتي تغطي هذه المبادرة أكثر من 68 دولة،بما في ذلك 65%من سكان العالم. و40%من الناتج المحلي عام 2017 لذلك يقدر انها ستدرج ضمن أكبر المشاريع في البنية التحتية والاستثمار في التاريخ. وتتطلع الصين الى المحافظة على أسواق التّصدير، وفتح أسواق تصدير جديدة، فتحولت مبادرة الزعيم الصيني تدريجياً إلى تحالفات تجاريّة رسخت مكانة الصين التجارية بشكل مستدام، ففي عام2017 بدأت الصين تجني أرباح هذه المبادرة فارتفعت صادراتها إلى الدول التي تقع ضمن المبادرة وضمن نطاق طريق الحرير التي سناتي على ذكرها لاحقا بنسبة 16٪، ونمت وارداتها بنسبة 27٪، وزيادة الواردات بدوره يؤدي لزيادة الإنفاق وتعزيز اقتصادها. وطريق الحرير مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

 والحرب التي يخوضها ترامب ويأمل بالفوز في ولاية ثانية في حال ربح الحرب وقوض طموح الصين الذي أأجت مخاوف الدول الاوربية التي استدركت خطورة مبادرة الزعيم الصيني ماسيؤدي إلى بزوغ نجم العملاق الصيني وافول الدول الغربية التي بدأت تستشعر الخطر وان الصين اذا مانجحت في مبادرتها ستقسم العالم وتهيمن عليه...

وان كانت مبادرة شي تفوق خيال ترامب..فأنها تحقق ليس فقط الارباح..بل تسهل طريق التجارة ..وقد تنهي قوة الولايات المتحدة الأمريكية العظمى... والى ان يحين هيمنة الصين مازلنا نشهد تجاذب الطرفين وحرب تجارية ستؤثر بالتأكيد على العالم وقبله الصين وامريكا.
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها
لمتابعة قناة " حضرموت ويب " على التيليجرام أضغط   هنا   

جميع الحقوق محفوظة لحضرموت ويب © 2018 - 2019 

إرسال تعليق

0 تعليقات