في ذكرى رحيله.. محمد عبده الزيدي الغائب الحاضر في قلوبنا؟!

في ذكرى رحيله.. محمد عبده الزيدي الغائب الحاضر في قلوبنا؟!

في ذكرى رحيله.. محمد عبده الزيدي الغائب الحاضر في قلوبنا؟!

في ذكرى رحيله.. محمد عبده الزيدي الغائب الحاضر في قلوبنا؟!

ولد في 6 / 2 / 1944م

وتوفي في 26/ 1993/12 م

هنا علي ان اقف لحظة لا اتذكر هذا الموقف الذي حصل بيني وبين الزيدي، اثناء زيارته في بيته في حي عبدالعزيز عبد الولي في عام 1992، قال لي بنبرة حزن (تصور اغلب الاصدقاء زاروني الا حبيب قلبي احمد قاسم)، حينها ادركت كم كان متألما لكنه لم يدرك ان احمد قاسم سوف يسبقه في الرحيل، ورحل احمد قاسم في 1 ابريل 1993 وبعده بأشهر قليلة رحل الزيدي ليلتحق برفيق دربه.

وُلد الفنان الراحل محمد بن محمد عبده زيدي في 6 فبراير 1944م بمدينة الحوطة محافظة لحج، أنتقل مع أمه وأخته إلى مدينة عدن، حيث عاش في (حافة القاضي) وألتحق سنة 1955م بمدرسة (با زرعة) وتعلّم فيها مرحلة الدراسة الابتدائية ومنها كانت انطلاقته نحو عالم الموسيقى والغُناء والطرب، ومن خلال قسم الموسيقى بمدرسة "با زرعة" أستطاع أن يرسم أحلامه الفنية والموسيقية، ويبني عليها أحلامه المستقبلية، وجد الرعاية والاهتمام من قبل الأساتذة الموسيقيين والذي كان على رأسهم الفنان الراحل يحيى مكي والموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم، وفي هذا القسم الموسيقي وتحت رعاية الأساتذة الموسيقيين استطاع أن يتعلم وبمهارة فائقة العزف على آلات النفخ الموسيقية المختلفة.

ولم يقف طموحه عند حدود التعلم على آلات النفخ الموسيقية بل أستطاع وخلال فترة وجيزة وبمساعدة من أساتذته أن يتحول من تلميذ وعازف إلى قائدٍ لفرقة المدرسة الموسيقية لإحياء مختلف الحفلات الفنية الترفيهية منها والدينية، والتي كانت واحدةً منها قيادته للفرقة ومشاركته - عزفًا - الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم إبان زيارة الموسيقار فريد الأطرش لعدن عام 1956م، ويُذكر أنّ الموسيقار الراحل فريد الأطرش أبدى إعجابه بعزف الزيدي على آلة الكمان.

في عام 1964م غادر الفنان محمد عبده زيدي عدن متوجهًا إلى القاهرة لغرض دراسته في الاتصالات السلكية واللاسلكية والتي على ضوئها حصل على أول شهادة (دبلوم عالٍ) بدرجة امتياز من معهد اللاسلكي للراديو والتلفزيون بالقاهرة، وإلى جانب اهتمامه بدراسته العلمية، أستطاع محمد أن يستغل وجوده في القاهرة لإشباع عطشه ولينهل من علوم الموسيقى من قبل أساطين الموسيقى المصرية كالموسيقار القصبجي والموسيقار محمد الموجي والموسيقار رياض السنباطي وغيرهم من الأساتذة المصريين الذين وجدوا فيه موهبة غنائية وقدرة كبيرة في التلحين، الأمر الذي دفع به لأول مرة إلى خوض تجربة التلحين بأغنية (أيام تمُر وتدور) للشاعر محمد عبد الله بامطرف والتي أستقبلها الناس استقبالاً طيبًا وكانت أولى الخطوات لبناء شخصيته الفنية المستقلة.

ثم أنطلق بعد ذلك في تلحين أغانيه والتي أشتهر وعرف بها كأغاني (أغلى حب)، (فقدان لك)، (السعادة) وأغنية (لا تتعب نفسك) للشاعر الراحل لطفي جعفر أمان وغيرها من الأغاني الناجحة التي أشتهر بها.

شغل محمد عبده زيدي الفنان المرهف الإحساس أول وظيفة في حياته مهندسًا لاسلكيًا في خطوط عدن الجوية (باسكو) ثم انتقل إلى الإذاعة وعمل فيها مهندسًا للصوت، ثمّ مخرجًا ومشرفًا عامًا للموسيقى، كما ترأس دائرة الموسيقى في الإذاعة والتلفزيون ومديرًا لدائرة الفنون بوزارة الثقافة قبل الوحدة، وكان قبل ذلك قد قام عقب افتتاح التلفزيون عام 1964م بإخراج برنامج (جنّة الألحان) وبرامج أخرى.

وكانت آخر وظيفة شغلها مستشارًا بوزارة الثقافة (فرع عدن).

ومن هوايات الزيدي ولعه وشغفه ومتابعاته بالرياضة وخصوصًا كرة القدم، وكان من المشجعين الرئيسيين لنادي الشباب الرياضي ونادي التلال الرياضي بعد دمجه، ومن شدة ارتباطه بمعشوقة الملايين كان يرافق في بعض الأحايين المنتخب الوطني في مشاركاته الخارجية، ورغم أنّ ذلك كان يثقل عليه ماليًا؛ إلا أنّه كان يشعر براحة وهو يرافق المنتخب، ومن الشخصيات الرياضية التي كانت مقربة جدًا من الزيدي صديقه الوفي د . عزام خليفة.

توفي الفنان محمد عبده زيدي في 26/12/1993م بعد مرض عُضال ألمّ به وأقعده عن ممارسة نشاطه الإبداعي الخلاق لأكثر من أربع سنوات.

هذا الإنسان الرقيق في طبعه والصادق مع نفسه وتعاملاته مع الآخرين، لم نوفهِ حقه من الاهتمام به عندما كان حيًا يُرزق، أو بإبداعاته الفنية الأصيلة التي تعتبر إرثًا مملوكًا للأجيال، وهذا يعد إجحافًا ونكرانًا لشخصه الكريم، فمن الواجب علينا نحن الذين نستقي منه كل معاني وأبجديات الحب العذري، وكذا جهات الاختصاص والمسئولين في البلاد أن نتحمل الأمانة في إنصاف هذا الفنان وكل الفنانين المبدعين في الوطن، وهذا أقل واجب نحوهم.

عرفت فناننا الراحل محمد عبده زيدي رحمه الله عليه وطيب الله ثراه صديقًا عزيزًا وإنسانًا طموحًا منذ، وعرفت عنه عندما كان طالبًا في مدرسة (بازرعة) وعازفًا في فرقتها الموسيقية النحاسية مع رفيق دربه فناننا الراحل أحمد بن أحمد قاسم وكان أيضًا فناننا محمد عبده زيدي رحمه الله من أبرز أعضاء فرقة أحمد قاسم الموسيقية التجديدية، وهكذاشاء لهما القدر أن يعيشا الحياة الفنية معًا على ظهر هذه الدنيا الفانية، كما شاء لهما أن يرحلا منها معًا في العام نفسه، ولله في خلقه شئون سبحانه وتعالى؛ وكأنّهما توأم من بطن واحدة، في الإبداع والروائع والمعاناة الصحية والطموح والنجاح والهوايات، كانا رحمهما الله جميعًا يعيشان الفن والرياضة حتى طريقة عزفهما للعود واحدة وصياغة ألحانهما وروعتها وسرعة انتشارها بين الجماهير اليمنية واحدة حتى في موهبة القيادة للفرق الموسيقية,

"لقد رحل الفقيد رحمه الله، وهو في قمة نضجه وريعان عطائه الفني، كان يبث العود أسرار نفسه وألحان قلبه التي تطير كالطير في مختلف الأجواء، فكل لحن يترجمه عوده هو زهرة من أزهار قلبه، وكل زهرة هي يوم من عمره الذي مضى ولن يعود.

شكل الفنان محمد عبده زيدي ( ثنائيا ناجحا) مع الشاعر مصطفى خضر وقدما (تحفاً وروائع فنية) بالإضافة إلى تعامله مع شعراء آخرين، منهم: أحمد الجابري / لطفي جعفر أمان/ ناصر علوي الحميقاني/ أحمد الحماطي/ عبدالرحمن إبراهيم/ عبدالله عبد الكريم/ الأمير صالح مهدي العبدلي.

تأثر الفنان محمد عبده زيدي بالفنان الموسيقار أحمد قاسم في بداية حياته وكان عازفاً للكمان بفرقته التجديدية بعد ذلك ذهب للقاهرة لدراسة هندسة الصوت على نفقته الخاصة، هنا علي ان اقف لحظة لا اتذكر هذا الموقف الذي حصل بيني وبين الزيدي، اثناء زيارته في بيته في حي عبدالعزيز عبد الولي في عام 1992، قال لي بنبرة حزن (تصور اغلب الاصدقاء زاروني الا حبيب قلبي احمد قاسم)، حينها ادركت كم كان متألما لكنه لم يدرك ان احمد قاسم سوف يسبقه في الرحيل، ورحل احمد قاسم في 1 ابريل 1993 وبعده بأشهر قليلة رحل الزيدي ليلتحق برفيق دربه.

من اغانيه:

السعادة

السعادة ذقتها في قربك انتي

والحنان والعطف والأفراح انتي

حتى أمسي وعذابي

كله با تمحيه انتي

يا حياة أمسي ويومي

يا حياة بكرة وبعده

يا حياة العمر كله

يا حياتي ويا حياتي

فين كنتي من زمان ليش ما عرفتك

كيف قضيت عمري عذاب يا ريت شفتك

بس ايش ينفع يا ريتنا كنت رأيتك

ذي الحياة امامنا عاده فيها كثير يا روحي

انا با نسيك همومك وانت با تداوي جروحي

يا حياة أمسي ويومي .. يا حياة بكرة وبعده

يا حياة العمر كله .. يا حياتي ويا حياتي

بالحنان بالحب وحده والوداد

بالتقارب بيننا مش بالعناد

بالتفاهم مش بنيران البعاد

نستطيع نزرع ورود ..حتى في فصل الخريف

من جبل شمسان نبني للمحبين فيه مصيف

يا حياة أمسي ويومي ..يا حياة بكرة وبعده

يا حياة العمر كله ..يا حياتي ويا حياتي

يا الله نبني بالمحبة ...دنيا حلوة

دنيا ما فيهاش عذاب ..ولا فيها قسوة

دنيا ايامها طرب ..لياليها غنوة

غنوة حلوة ..غنوة عنوانها الوفاء

غنوة تمسح كل دمعة ..من عيون الأشقياء


انا عارف ظروغك

أنا عارف ظروفك انا داري بحالك

وفاهم أيش كان يحصل وإيش الي جرى لك

لكن مهما جرى أو صار ومهما كانت الأسباب

وجودك كان يريحنا وبعدك يا حبيبي عذاب

عذاب لو تدري يا روحي يخلينا أبات سهران

أفكر في هوانا كثير وأسرح في ليالي زمان

وأقول كيف الزمان يحكم على الأحباب بالحرمان

لأن اللي يبات خالي ويشقي العاشق الولهان

حياتي حياتي حياتي

حياتي ذي الحياه بعدك عبث أني أعيش فيها

لمن عاد بشكي الآمي وأيش من روح أناجيها

لكن مش أقدر أسوي شئ

مفيش غير حاجه أطلبها تخلينا على بالك

وتكتب لي ولو جملة انا حالي بخير مرتاح

ويكفينا عليها أعيش وتصبح دنيتي أفراح

وأواسي قلب يتعذب وأداري من ألم وجراح

وأقول مهما الليالي تطول رجوعك با يكون لي صباح


الدودحية

يا دودحية ويا غُصن القنا

قد دردحوا بش على وادي بنا

أمان يا نازل الوادي أمان

يا دودحية جَبَالش خَزِّني

القات مِعْلي ومحبوبش غني

دُنِّي من الكوز سُكَرْ واركني

أمــان يا نازل الوادي أمـــان

بالله اشهدوا لي على ابن الدودحي

لا زوَّج اخته ولا هي تستحي

أمــان يا نازل الــوادي أمان

يا دودحية توصي لا عدن

يدوا لبوش عطر ويدوا لش كفن

أمان يا نازل الوادي أمان

يا دودحية ويا قُمري خُبان

خبيرتش بنت عامل كوكبان

أمان يا نازل الوادي أمان

يا دودحية لقينالش خبير

هي بنت غمضان من البز الكبير

وبنت ابونيب في دمنة خدير

أمـــان يا نـــازل الــوادي أمـان

بنت الصباري وبنت الدودحي

قد زوجين العزب والملتحي

أمـــان يا نـــازل الــوادي أمـان 


تقديم/

د. عادل باشراحيل

الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها...




إرسال تعليق

0 تعليقات