كتب بواسطة : انور الصوفي :
عندما سمع صالح ورأى بأم عينيه حليفه الحوثي وهو يتفقد الزيت ويحمي سيارته للتفحيط من صنعاء صوب كهوف مران، خرج صالح مهدداً ومتوعداً الحوثيين مافيش هربه ومافيش تفحيط، كلنا سنبقى في صنعاء وما فيش هربة .
لقد كابر صالح على نفسه كثيراً وتحالف مع عدو الدين والشعب والتطور والحضارة، تحالف صالح مع الحوثيين وكان يظن المسكين أنه سيقدمهم قرباناً لهذه الحرب وبعدها سيتخلى عنهم مقابل تسوية سياسية يبيع فيها هذه الجماعة ليعود هو إلى كرسي الرئاسة عن طريق ابنه أحمد، ولكن يبدو أن الحوثيين يلعبون مع صالح نفس اللعبة ويمارسون معه نفس المخطط، وأصبح كل طرف يتفقد نفسه ليفحط من صنعاء، ويبدو ذلك جلياً من خلال كلمة صالح الموجهة للحوثي التي قال فيها مافيش هربة، مافيش تفحيط، لأن الخلاف قد وصل ذروته بين الحليفين الشقيين .
من سيفحط أولاً صالح أم الحوثي؟ من سيهز عصاه ويضرب الآخر على رأسه؟ فالاثنان كل واحد منهما يجهز عصاه، وكذلك أصبح جاهزاً للتفحيط وترك صنعاء، فالخطر محدق وصنعاء باتت غير آمنة في ظل تكشير التحالف والشرعية عن أنيابهم فقد طفح الكيل، فصالح أما أن يجرها ويفحط أو يقدم تنازلاته عن حليفه الخائب البليد الحوثي، والثانية صارت أقرب، والحوثي يدرسها من مختلف الجوانب ولكنه لا يحظى بقبولٍ داخلي مع الشعب ولا يحبذه التحالف والشرعية، لأنه أشقى القوم .
لقد أصبح صالح لا يملك إلا صنعاء التي تقاسمها معه الحوثي، ولن تتسع صنعاء للخصمين اللدودين، وإن جمعتهم إخوة المذهب إلا أن السياسة لها مقاييسها الخاصة، وبعد أن أصبحت قوات الشرعية على أبواب صنعاء، زادت مخاوف صالح والحوثي، فعين على صنعاء وعين ترنو للهروب والتفحيط، فلقد أصبح صالح والحوثي أمام خيارين أحلاهما مر، فأما البقاء في صنعاء بانتظار النهاية المحتمة، وأما الهربة وترك صنعاء، والخيار الثاني أقرب الخيارين للطرفين فمن سيفحط أولاً صالح أم الحوثي؟
0 تعليقات