كُتب بواسطة : سام الغباري - أرشيف الكاتب
تخيل :
.. أن يدخل صالح إلى العالم الآخر فيجد الشدادي والقشيبي ، وبتلك
الطريقة التي يتحدث بها ، يرفع ذراعة اليمنى إلى الأمام ويصيح فيهما : يا خونة ! ،
فيندهشا ويسألانه : أنت عفاش ! ، وبذلك الصوت المبحوح يجيب : نعم عفاش يا شدادي ،
عفاش يا قشيبي ! ، تكبُر الدهشة ويسألانه مرة أخرى : من قتلك ؟! ، يقول : الحوثيون
! ، يضحك القشيبي والشدادي : قتلك الذين قتلونا وهم اليوم ينعتونا جميعًا بالخونة !
تخيل :
أننا قُتلنا بصاروخ من ذلك التي دعوت لإرسال المزيد منه إلى مأرب أو
الرياض ! ، هل كُنا سنموت أوفياءً كما فعل "الزوكا" ، بالطبع لا ، سيكون
مصيرنا في إحدى تغريداتك "خونة" ، وما كان في يدنا شيء لنخونه ! . حقق "علي
سالم البيض" الوحدة مع الزعيم رحمه الله ، وفي صباح غاضب ظهر الرجل خائنًا !،
في تلك الليلة كان عبدربه منصور هادي يسيطر بقوات الشرعية على معسكر العند
الإستراتيجي وبعد عشرين عامًا هرب "هادي" وصار خائنًا ، وأُلقي القبض
على "محمود الصبيحي" لأنه خائن أيضًا ، وأما الدكتور الإرياني الذي كان
رئيس وزراء اليمن طيلة عمره فـ "ساقط" كما وصفته اليمن اليوم! ، صار
أبعد من الخيانة ، هكذا كما يُراد لعتاة المشركين أن يُعذّبوا في وصف إلهي أًطلق
عليه "الدرك الأسفل" شيء ما أبعد من الخيانة ، جحيم ملتهب أعده الله
لقتلة الأنبياء ، بعد عامين من تلك الأوصاف ، صار مانح ألقاب الخيانة خائنًا ،
ولما قُتل برصاص المجرمين الحقيقيين ، نفذت بجلدك وعاد أصحابك بعد أسابيع من الصمت
والخشية إلى إنكار تضحيات اليمنيين الذين قاتلوا الهاشميين الحوثيين ، ظهرت أمامهم
فعادت أرواحهم التي اختنقت في مواقع التواصل الاجتماعي ، عادوا ليُشعرونا بشيء من
التقزز والسخرية أننا ما زلنا نراوح مكاننا في نهم ! ، ولم يعترفوا أننا اقتربنا
بما فيه الكفاية من صنعاء ، حررنا مارب والجوف وشبوة وعدن ولحج والضالع ومدن
الساحل ، ومنعنا تقدم الحوثيين الهاشميين من بلوغ حضرموت وسحقنا بقايا عناصر تنظيم
القاعدة فيها ، لاحقناهم بطائرات الدرونز إلى مخابئهم وقراهم ، وأطلقنا آلاف
الصواريخ لدك ترسانة الهاشميين الجدد ، أولئك الذين "خانوكم" بعد عناق
طويل .
- مازلتم تتذكرون عصيان فتية الربيع العربي ، وغضب قادة الأحزاب من
هراء النظام السابق وعياله الأثرياء ، تنحون باللائمة على الجميع ، وتتقمصون دور
البراءة ، كأنكم لم تفعلوا شيئًا في حقنا ! ، ألسنا بشر مثلكم ، ولدينا عيال
كعيالكم ، وحياة ينبغي أن نعيشها جيدًا ، وأطفال يستحقون منا تلك الرعاية الباذخة
التي تولون بها أطفالكم . "كنعان" اليوم في حرس السلطان ، و"صخر"
مواطن عماني وعيال عمومته في أبوظبي ، وعلي صالح الأحمر في نارسيس – أجمل فنادق
الرياض – وأما عوض الزوكا ففي شبوة مكلوم على والده ، يصحو على عبارات الإكبار
لموقف أبيه ، وفي المساء لا يجد أحدًا يضمه بحنان الأب ، تنازعه حالات الحزن
والفرح . مشاعر الفقد والفخر ، منحتموه لقبًا نبيلًا ثم ماذا ؟ ، ما يزال هناك ولم
يدرك بعد أنه فقد أعظم شيء في عائلته ، خسر والده الذي آثر البقاء مع صديقه حتى
لحظاتهما الأخيرة .
- ترأس "الزوكا" وفد المفاوضات لإنقاذ أبوعلي الحاكم الذي
أرسل مرتزقته للإجهاز عليه في إحدى المستشفيات القريبة من منزل الزعيم ، وقف
أمامنا ساعيًا إيقاف الحرب التي أسعرناها على من قتلوه في الأخير ، أردنا أن نقول
له ذلك : سيقتلونك ونحن بك أرحم بك! ، لكنه لم يستجب ! ، لم يكن وفيًا معي ، تركني
في السجن لأتعفن وهو صديقي ! ، لن أنسى ذلك ، ولن اسامح أحدًا كان قادرًا على
مساعدتي ولم يفعل . وماذا عن أولئك الذين قتلوا في تعز بأيدي الهاشميين المجرمين
في ذلك اليوم الذي دعا فيه الزعيم إلى قنصهم ! ، كان يدعي ما ليس في يده ، ومنذ 24
أغسطس من العام الماضي وانتم تتلقون الإهانات تلو الأخرى حتى انفجر الوضع في 2
ديسمبر الفائت ، ولم تصمدوا ثلاثة أيام . هُزمتم يا صديقي . بلى ذلك ما حدث بعيدًا
عن العاطفة ، وبعد نصف شهر من الغياب والشائعات عن مصيرك ، ظهرت لتقول أن علينا
تنفيذ وصية رجل ميت ! ، لم تدرك أنه مات حقًا ، ولم تلم أولئك الذين تركوا جثمانه
مخفيًا وانتخبوا صادق أبوراس رئيسًا لحزبه أنهم خاطئون .
- هل تعرف أبوراس ، سأحكي لك شيئًا عنه ، إنه ممثل إتحاد القوى
الشعبية – كما كان يصفه صالح – خاله أحد أبرز الإماميين المتشددين "إبراهيم
الوزير" ورث عنه حُب الإمامة والإخلاص إليها ، وبجواره كان طارق الشامي ومحمد
المقالح ، أبرز قياديين في هذا الإتحاد الإمامي المناهض للجمهورية والحرية
والدستور .. هل سمعت بذلك من قبل ؟ ، ربما أن هناك من يحجب عنك شيئًا من العلم . وقد
جئتك به قبل أن يرتد إليك طرفك .
- أولئك الذين تجمعوا من كل حزب ليمارسوا غواياتهم المؤتمرية في بهو
فندق تاج سبأ هم الخونة الحقيقيون الذين اشتروا بك وبعمك وأمينك العام ثمنًا
قليلًا ، وهم الذين كانوا سيشون بك إلى قوادي خامنئي ويقتلونك وهم يضحكون قبل
بلوغك المسار الآمن . هل رأيت "حسين حازب" في مرثاته الأخيرة للزعيم بعد
ظهورك بساعات ، هل فكرت لحظة لماذا فعلها وقالها وقد تمنع عن ذلك طيلة أيام الحداد
المؤسف ، هل قلت لهم لماذا لم تذكروا عمي في بيانكم وتدينوا قاتليه ! . إن كنت لا
تستطيع فعل ذلك فكف أصحابك عن رجالنا ، ومقاومتنا وابطالنا ولا تدع غلمان "تميم"
ينتصرون عليك وعلينا بهرائهم وشائعاتهم التي تود ابتلاع كل ابطال اليمن وتبقيهم
يغردون في تويتر ويشتمون كالساقطات .
- إذهب إلى "هادي" فإنه الرئيس الذي عُقدت لأجله البيعة
وانتهى إليه الأمر والشورى ، اعتذر له خير من إضاعة باقي أمانيكم كعائلة سياسية
صار لها رمزية نضالية بعد تصفية عائلها وكبيرها ، فكروا بعيدًا عن نبيل الصوفي
وعلي البخيتي ونزيه العماد ، تعرفوا إلى اليمن الآخر الذي لا ترونه ، هناك
الملايين دونهم ، أشد بأسًا وأصدق قولًا واصلب عودًا وأرق قلبًا وأبلغ حكمة وأوفى
موقفًا . اقرأوا ما يكتبه الآخرون وفكروا في أولئك الذين يكرهونكم ، ما الذي
أوصلهم إلى هذا الشعور الطاغي ؟ ، فكروا كمواطنين لم يعد لديهم جنديًا مستعدًا
للتضحية من أجل ثأرهم الشخصي ! ، تعلموا ان تكونوا جنودًا يخدمون بلادهم ، احترموا
شيئًا من الدستور وقليلًا من الشرعية التي يجب أن تعضوا عليها بالنواجذ ولا يغونكم
شياطينكم الذين يعتقدون أنكم ستبلغون حُكم اليمن مرة أخرى دون رضاء الناس في
صناديق الإقتراع . أوهام الولاية الحاشدية أو الهاشمية لم تعد مقبولة اليوم وأنت
تتمنطق حزام شبوة الفريد وجنبيتهم غليظة الرأس .
- سخرتم من "هادي" الذي ظهر بزي عُماني بعد لسعات موت
محقق ومطاردة عنيدة في كل طرقات اليمن حتى أرسل إلى خصومكم وخصومنا الجحيم ، ثم
فجأة صرتم عُمانيين بجوازات سفر موثقة ! وبقي هادي يمانيًا أصلعًا وجميلًا ، ولم
نسخر ! ثم جئتمونا اليوم بعد ثلاثة أعوام من التضحية والمقاومة والصبر والهجرة
ليقول أصحابك في رئيسنا وشرعيتنا قولاً لا يرضينا ، ولا يرضاه ملايين اليمنيين
الذين أدركوا أن الشرعية سبيل الجميع للحياة وطوق نجاة للمستقبل مهما ظهر عليها من
العجز والفتور والتناقض .
- تحملوا مسؤولية في إطار الشرعية ، ذلك ما نطلبه منك ومن اصحابك
الذين يثيرون اشمئزاز اليمنيين ، فقد وقعوا مرة أخرى ضحية خلية "عدن" التي
هاجرت صنعاء لتلقن الحمقى مجددًا ما يقولونه ويثيرون به ريبة الناس وسخطهم . لا
أطيق أن أراك مهزومًا مرة أخرى ، ولا أتمنى أن أدخل عليك مقيلك ذات يوم لأجد أولئك
الذين أخرجوك من صنعاء يُضحِكونك مرة أخرى وأنت تضحك وتضحك ، تستهزئ بنا ونحن
نستهزئ بكم كما تستهزءون ونسخر كما تسخرون ، فلا تفرح بـ "جدتك" وتنسى
أن اليمن أكبر من هاتف وأوسع من تويتر . اليمن الحقيقي الذي حجبه عنك الحاجبون وقزّموه
حتى لم تعد تراه إلا في تغريدة أو وسم ملتهب يحقق أعلى مواقع التراند ثم يختفي ! .
● جميع الحقوق محفوظة لموقع #حضرموت_اليوم © 2017
------------
تابعونا
على شبكة حضرموت اليوم عاجل من خلال :
___________
#حضرموت_اليوم_عاجل
#كلنا_الرئيس_هادي
0 تعليقات