عدن.. مسرح لثقافة العنف والموت..!

عدن.. مسرح لثقافة العنف والموت..!


في عدن العاصمة المؤقتة لليمن الموحد يُنتهك فيها عُذرية المحبة ويُتاجر بقدسية الأديان, ويُستباح عرض الأوطان, والثوابت خاضعة للمتغيرات, والفهلوة نجاحاً والنصب شطارة, والضمائر مستعارة في السراء والضراء, هوية الجلاد واحدة, والضحية المستباحة المستضعفة، في ظل غياب القانون، هي دائماً تلك الضحية التي تثير في النفس نوازع الوجع والحرقة والألم، وهي هذا الإنسان العدني البائس البسيط الذي شاء حظه العاثر أن يرى ساحات التصفيات والصراع، ولأذنب له في كل ما يجري على أية حال . 
الاستبداد هو الاستبداد، سواء كان مليشيات انقلابية حوثية, أو مليشيات انتقالية انقلابية أيضاً, فالاثنين يقدمون مباريات ماراثونية في فنون القمع والاستبداد لإثبات الذات, فيغيب المنطق والقانون ويُستباح كل شيء في عدن التي تعيش على صفيح النار، وفي فوهة البركان، طالما ظل العقل والحكمة والتبصر غائبا عن هؤلاء المليشيات الانقلابية, والعبرة، ليست فيما نراه، ولكن في التخلص من هذه المليشيات المتوحشة التي جثمت على صدور الناس بقوة السلاح, ولم تعنيها لا من قريب ولا من بعيد كل المتغيرات والتطورات التي قطعتها الإنسانية في غير مكان . 

إن ثقافة العنف التي تتواصل بنجاح منقطع النظير في العاصمة المؤقتة عدن، واستمرار سفك الدماء بهذه الطريقة الرخيصة يوحي بأننا ما زلنا بعيدين جدا عن ثقافة التسامح والتصالح التي طالما تشدقوا بها ليل نهار، وعن العيش في أوطان تسودها الطمأنينة، والمحبة، والوئام، والسلام . 
إن ثقافة الموت التي تُنشر في العاصمة المؤقتة عدن، ونزف الدماء المكتنزة في قلوب المليشيات الانقلابية تجعل من كل ما حصل حتى الآن مجرد لهو بريء و لعب أطفال ، إذا ما استمر ذاك التجييش والتأجيج الأرعن ، وتوتير الأجواء , ولقد آن الأوان للتفكير وبناء أوطان عصرية تضم في جنباتها الجميع ويحيا فيها الجميع بهناء وسلام تحت رعاية القانون وسيادته , وألا يتم التعرض , أو الإساءة لأحد إلا بالقانون الذي يكفل ويصون الكل , أوطان نعتز بها، ونفاخر بها أمام الناس ، لا تناقل تلك الصور المخزية التي تجلب المهانة والعار لثقافة العنف والموت, والله من وراء القصد . 

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .

الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها...



المزيد من مقالات الكاتب :  

إرسال تعليق

0 تعليقات