![]() |
بقلم | علي منصور أحمد ..
|
الاهداء :-
الى المناضل الوطني البارز وشاعر الثورة الكبير الاستاذ
القدير علي حسين البجيري.
من نوادر المناضل الكبير الحاج صالح باقيس رحمه الله
واسكنه الجنة ، كان يحكي لنا في لقاءاته الودية التي كانت تجمعنا به عقب حرب غزو
واحتلال الجنوب بأسم (الوحدة أو الموت) عام ٩٤م ، على هامش التحضير وتأسيسه لما
يسمى (التكتل الوطني الجنوبي) الذي أسسه والزميل الفقيد الاستاذ القدير هشام
باشراحيل رحمه الله ، رئيس تحرير صحيفة الايام والشاعر الكبير علي حسين البجيري
وآخرون ، في محاولة منهم لتوحيد الصف الجنوبي وتأسيس حامل سياسي للقضية الجنوبية
وملء الفراغ السياسي الذي تركه الرفاق ، شركاء الوحدة ، وتخلي رفاقهم ممن بقوا على
راس قيادة الحزب الاشتراكي عن تمثيل الشعب الجنوب وقضيته الجنوبية.
كان يحكي لنا بعض نوادره الساخرة أثناء انتقاده للقيادة
الجنوبية التي اختفت عقب حرب ٩٤م وتوارت عن الأنظار وغابت أو غيبت عن المشهد
السياسي ، وتركت الشعب الجنوبي المسالم الأعزل المغلوب على أمره ، يواجه مصيره
بنفسه ، ودفع ثمنا باهظا.
ومن بين تلك النوادر الذي يتميز بها وكان يحكيها الفقيد
صالح باقيس ، أن قوما في قديم الزمان كانوا قد اختاروا احدهم ليأم بهم الصلاة ،
وفي احد الفروض ، وأثناء سجودهم في الركعة الاولى تأخر الأمام عن النهوض بل ولم
يقم من سجدته ، وظل المصلين خلفه جميعهم في حالة سجود ، وعندما طال بهم الانتظار ،
بدأ البعض منهم برفع أصواتهم مرددين (سبحان الله سبحان الله) لعل وعسى يسمعهم
الأمام ويفيق عن سهوته , وعندما لم يلمسوا اي تجاوبا منه ، ساد بينهم ، غمز ولمز
وهرج ومرج ، لكن لم يجروء أحدا من رفع رأسه ، فقام احدهم الى مكان الأمام ووجد أن
الرجل ميتا في سجوده.
وصرخ في المصلين باعلى صوته (البقية في حياتكم) طالبا
منهم أداء صلاة الميت .. وعندما سألوه لماذا وعلى من ؟!
رد عليهم ساخرا (الله يرحم أمامكم) ولا رحمكم ولا رحم من
عاده صلى بكم او صلى معكم !
رحم الله المناضل الكبير الحاج صالح باقيس واسكنه فسيح
جناته ، كم كنت أتمنى أن يكون اليوم حاضرا بيننا .. ونحن نعيش أوضاعا مزرية لا
نحسد عليها ، مست كل مناحي الحياة العامة والخاصة .. في ظل غياب الامن والاستقرار
وانعدام اهم الخدمات كالماء والكهرباء والتعليم والعمل والمعاش والصحة والنظافة
العامة .. ما يعني غياب تام لما يسمى او يعرف بنظام (السلطة و الدولة) معا، بكل
ماتعنيه الكلمة من معنى.
وأن كنا قد تحررنا بكفاح شبابنا الاسطوري ، من هيمنة
الاحتلال الوحدوي العسكري القبلي المتخلف ونظام الدولة العميقة ومساوئه اللعينه.
وماذا كنا سنسمع منه ، عن ما نحن فيه اليوم وما وصلت
اليه أوضاعنا المزرية والمحزنة والمخجلة والمؤسفة ، وسكوتنا السلبي الجبان ، تجاه
ما يجري وما سيجري وما ينتظرنا من مستقبل غاتم مجهول ؟!
وما يقابله من صمت مخزي ومهين ، باذن من طين واخرى من
عجين ، من قبل ولاة الأمر .. وأي أمر ، وعلى رأسهم أمامنا الهادي ، وحكومته (المدغرة)
أو (المعقرة) عفوا .. الموقرة .. النائمة في العسل بجبل المعاشيق ، الذي سجد ولم
يقم .. ولم نفيق نحن بعد .. مع الأسف الشديد !
رحم الله الفقيد الحاج صالح باقيس واسكنه فسيح جناته .. والرحمة
والمغفرة على شهداءنا الابرار .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جميع
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي حضرموت اليوم
---------------------------------
0 تعليقات