المؤتمر الحضرمي الجامع أحزان وآمال

المؤتمر الحضرمي الجامع أحزان وآمال

بقلم | محسن العمودي
ظننا ان مؤتمر حضرموت الجامع سيتخذ المنهج العلمي في اختيار المشاركين ليقدموا خبراتهم، وتجاربهم من خلال أوراق عمل قابلة للتنفيذ في الواقع إلا أننا فوجئنا بالنطيحة والمتردية وما أكل منها السبع، والمراهقين الغر، فتشابه علينا البقر،وتم استبعاد النخب، وقيادات الرأي، والمرجعيات التاريخية، والمتضررين من 1967م. فتملكني الخوف على مخرجات المؤتمر الجامع أصبحت أردد ما قاله كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي "إذا كنت لاتعرف أين تريد الذهاب فكل طريق سيذهب بك إلى لاشئ" فالخوف ان يذهب بنا الإمعات إلى طريق مسدود، فهؤلاء لم يخبروا الطريق، همهم الظهور، ولعاع الدنيا. فوجودهم في عضوية المؤتمر أضحى في محل تندر في الشارع يحدثني: سائق سيارة ان له أخ عضو في المؤتمر الجامع فأخي ليس له أي علاقه بتجمعات والجمعيات والمؤتمرات والأحزاب والفكر التنظيري؛ ولكن مشكلته أنه يحب اللحم وخصوصاً "المقلل" فتواصل مع صديق له برنامجه "بندلي هويتي" فضمه إلى المؤتمر الجامع بحكم علاقته بالشلة والجماعة، ويقربع في الاجتماعات والمنتديات ومواقع التواصل، ومثلهم الكثير.قلت له: أكيد فالمخرجات طفح مجاري ووهم وسهر ليالي.
أ هؤلاء! من سيضع اللبنات الأولى لحضرموت العريقة والعصية على الاختراق ! لا أعتقد أن يمر أي شئ بطريقة الكلوسة. وخصوصاً في حاضرة حضرموت المكلا التي بها الصفوة وأصحاب الفكر والنظام والفن والمعنى. من دون أن يعرض للتمحيص والتدقيق التداول في مجالسهم اليومية.
فتمسك بالقبيلة والشلة والمنطقة والتيار، سيفتح نار تلظى، سيكتوي بها الأجيال القادمة، فهذه فرصة تاريخية لن تعود إلا بعد مئات السنيين، إذا لم نخرج بحضرموت من عنق الزجاجة اليوم، ونستغل هذه المرحلة الاستغلال الأمثل في تحقيق مكاسب تاريخية، وتثبيت الأقدام على الأرض، وإرساء العدالة الاجتماعية الحقيقية، والابتعاد عن التفرد بالقرارات،وأبعاد التيارات السياسية بكل أشكالها وألوانها، ونتحمل المسؤولية التي في أعناقنا بكل جدارة وصدق وأمانة، ثقوا أن الأجيال القادمة ستحاسبنا أشد المحاسبة على ما فرطنا في هذه المرحلة التاريخية.

إن المؤتمر الحضرمي الجامع هو جدوه النار التي أشعلها احرار ورجال النخبة الحضرمية في طريق العتمة والمتاهة التي رافقت حضرموت ردحاً من الزمن. فعلينا أن نخرج برؤية ومخرجات تاريخية تحقق طموحات وآمال الحضارمة بمجموعهم العشر المليون في الداخل والخارج ، مهما كانت الأخطاء فبداية الألف ميل خطوة، فالطريق لم يفرش بالورد والزهور لم يعبد بالذهب المرصع،فمهما اختلفنا في الطرح سيظل في داخل البيت الحضرمي الجامع، من دون إقصاء أو تهميش. فالدنيا لمن غلب وزاحم ليس لمن لزم المنزل وبكى وتسكع. خيارنا نتصارع في الأفكار والرؤية والأسلوب تظل حضرموت مظلة للجميع.


إرسال تعليق

0 تعليقات