تحضيرية الجامع ... وحكاية دخلت نملة وأكلت حبة وخرجت !!!

تحضيرية الجامع ... وحكاية دخلت نملة وأكلت حبة وخرجت !!!

بقلم | م.لطفي بن سعدون*


عنوان المقال قد يكون صادما لإخواننا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع , ولكن هذا هو واقع الحال الذي نعايشه .فقد أصدر المقدم عمرو بن حبريش رئيس حلف حضرموت قبل خمسة أشهر قرارا بتشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع بيوم 4/11/2016م, وهاهي التحضيرية تراوح في مكانها دون أن تخطو خطوات جدية تجاه عقد المؤتمر فيما عدى تجميع الرؤى الفرعية السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية ومسودة الأسس والمعايير لإختيار الهيئة العليا والمندوبين للمؤتمر.ورافق ذلك ضخ إعلامي تلميعي للقيادات, بدءا من المقدم بن حبريش وبقية القيادات ... وحتى أصحاب المطاعم الذين يقدمون الوجبات للمشاركين في التحضيرية وضيوفهم, وعلى مبدأ عدم التوقف كما في قصة شهرزاد لمليكها شهريار التي ليس لها نهاية, (دخلت نملة وأكلت حبة وخرجت ودخلت نملة وأكلت حبة وخرجت و...... وتستمر الحكاية بدون توقف).خمسة أشهر إنقضت بقضها وقضيضها ,والهدف عقد مؤتمر حضرموت الجامع ولم نصل بعد إلى تحديد ماذا نريد منه, نخرج من لجان لندخل في لجان جديدة والوجوه نفس الوجوه ,والأهداف نفسها تفريعات جديدة تبعدنا عن الهدف الرئيسي للمؤتمر, الذي يطمح إليه كل الحضارمة في الداخل والمهجر,ويستمر النمل في الدخول والخروج ليأكل حب الحضارمة.

الأخطار تحدق بحضرموت من كل الجهات عصابات إرهاب تتربص للإنقضاض, وفساد ينخر,ومخدرات تنتشر ,وقوى فيد متنفذة مرتبطة بالنظام السابق لازالت تمتص خيراتنا ,ومطالب حقوقية مشروعة لازالت حبيسة الأدراج ,وكلاب مسعورة تتبع الأمن القومي السابق ,تستمر في نهش لحوم النخب الحضرمية الشريفة بتوجيهات من الحوثي وعفاش.ومن حولنا لازالت الجبهات ملتهبة بين قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف وبين القوات الإنقلابية الحوثية العفاشية والعصابات الإرهابية المدعومة إيرانيا , وبعض الدول العربية تعيش حروبا أهلية لا تلوح  لها نهاية.وبالمقابل نرى ونسمع تحضيرية الجامع في فندق بحر العرب وهم قاعدون بكل أريحية ودون إستعجال ,يلوكون ظاهريا ,الكلمات المنمقة والعبارات الرومانسية ,حبا وهياما في حضرموت وشعبها, ويقدموا له الوعود بالجنة الموعودة , والمؤتمر المثالي الذي ليس له مثيل ليس على مستوى حضرموت فقط وانما على مستوى كل الدنيا ,ولكنهم في حقيقة الأمر ينهشون في لحوم أبنائها ويمضغونها بتلذذ, تماما مثلما ينهشون و يمضغون لحوم (المقلقل ) ويلوكون القات (الضريبي ) بعيون زائغة, دون وازع من دين أوضمير أو خوف أو وجل من رب العالمين.
حقا لقد أصبح الحلم والنموذج الحضرمي في تشكيل مرجعية حضرموت الموحدة من خلال هذا المؤتمر الحضرمي الجامع,مجرد أنموذج للتهكم والسخرية في كل الجنوب واليمن وحتى الإقليم . كيف يحدث هذا؟؟؟ والحضارمة يمتلكون ,على الأقل في نصف أرضهم, سلطتهم الوطنية وجيشهم وأمنهم الحضرمي.حقيقة هذا شئ لا يمكن قبوله . فكيف إستطاع حلف قبائل حضرموت بالرغم من كل مارافقه من سلبيات ,أن يتأسس ويتشكل خلال أيام ,ويحقق النجاحات الجماهيرية الكبيرة , في ظل هيمنة قوات الإحتلال والسلطة المرتبطة بها , واليوم في ظل سلطتنا وجيشنا وأمننا الحضرمي وسيادتنا على أرضنا الحضرمية , لانستطيع إنجاز حلمنا السرمدي المشروع لخلق مرجعيتنا الحضرمية الموحدة التي ستقود نضالات الحضارمة لتحقيق مطالبهم وحقوقهم المشروعة وإنتزاعها من أعدائهم ,وتمثلهم في أية تسويات سياسية قادمة بعيدا عن هيمنة الأحزاب والمكونات المرتبطة بالعواصم الأخرى. شئ عجيب وغريب أن يحصل هذا !!!ولكنها الحقيقة فالمصالح الشخصية وحب الزعامة وإمتلاك الثروة والإرتباط بالعواصم الأخرى,أصبحت أكبر من هم حضرموت وشعبها ومانعا لتحقيق أحلامها وطموحاتها . والحال هكذا بعد إنقضاء كل هذه الشهور الطويلة المملة دون إنعقاد المؤتمر, فإنني قد وصلت إلى قناعة بإستحالة إنعقاده , لأن الأمور قد خرجت عن سيطرة رئيس وأعضاء تحضيرية الجامع , وأصبحوا لا يمتلكون قرارهم المستقل وإنما مرتهنين بصورة لايستطيعون الفكاك  منها , لجهات يمنية وجنوبية  ذات إرتباطات خارجية , لن تسمح بعقد المؤتمر بتاتا , وسنظل نراوح في تخريجات تشكيل اللجان والرؤى الجديدة دون نهاية , وعلى نفس حكاية شهرزاد لشهريار التي ليس لها نهاية (دخلت نملة وأكلت حبة وخرجت , ودخلت نملة وأكلت حبة وخرجت , ودخلت ......... ) ويا أمة ضحكت من لهوها الأمم!!!

*ناشط سياسي وإعلامي ومؤسس وعضو إعلامية حلف حضرموت

إرسال تعليق

0 تعليقات