تحضيرية الجامع .... وحكاية عتير البقر
لا أدري لماذا كنت أنظر إلى تحركات وأنشطة لجان تحضيرية المؤتمر الحضرمي الجامع , فور بدئها بممارسة مهامها , وكأنها قطيع من البقر البري الهائج الذي يتزاحم ويتناطح ويجري في كل إتجاه دون أن يكون لها راعي أو سائس . وفي أحد الأيام حكى لي أحد الأصدقاء حكاية (عتير البقر) أمتعتني وأعجبت بها كثيرا. و إنطبعت هذه الحكاية في مخيلتي ؟؟؟لانها مطابقة مع أحداث ماتقوم به تحضيرية الجامع من أعمال, تتسم بالفوضى العارمة ,والإندفاع الغير منضبط , والعشوائية ,وإنعدام التحكم والسيطرة على الأنشطة, والإضطراب والهيجان الدائم في سلوكيات معظم قيادات الجامع دون أدنى مراعاة,لنداءات وإحتجاجات المحيط الذي يعيشون فيه ,وكأنهم يعيشون خارجة. لم أكن أتصور بأن تحضيرية الجامع قد وصلت إلى هذه الحالة البهيمية والسادية التي لم تعد تمتلك ,فيها آذان تسمع أو أبصار ترى أو أفئدة وعقول تدرك . وأصبحت مضطربة وهائجة مثل قطيع البقرالبري,المنفلتة في البراري , ولا تمارس إلا النطح والرفس والجري في كل إتجاه بحسب أهواء عتير البقر(الثور القوي الهائج ).
![]() |
ارشيف الكاتب |
هذا هو حال تحضيرية المؤتمر الحضرمي الجامع منذ تم الإعلان عنها في(4/11/2016م ) فمنذ إن تم إشهارها إعلاميا قوبلت بالرفض الشديد من معظم المكونات السياسية والمدنية والقبلية والأعيان والعلماء والمثقفين والشخصيات الأجتماعية المؤثرة وبقية النخب الحضرمية في الداخل والمهجر ,وطالبت رئيس وأعضاء التحضيرية والمحافظ وقائد جيش النخبة وكل الخيرين في حضرموت لإعادة تشكيل اللجنة الرئيسية وبقية اللجان وفق معاير وأسس تتوافق مع متطلبات النزاهة والكفاءة والتمثيل الفئوي والسياسي والقبلي والجغرافي وداخل الوطن والمهاجر ودون إقصاء أو تهميش او إنتقائية تستند إلى صلة القرابة والمصالح . وبدأت هذه المطالبات بصورة فردية وبأصوات مبعثرة من هنا وهناك ولكنها جميعها إصطدمت بجدار قوي من الرفض والممانعة وعدم القبول بها , بل وألصقت بمن ينادي بها تهم التخوين وشق الصف والعمالة لأعداء حضرموت وحتى الإرتباط بالقاعدة والإرهاب .وبمرور الأيام توسعت هذه المطالبات وإنتقلت من الصورة الفردية إلى العمل الجماعي المنظم وتم تشكل تيار تصحيح مسار المؤتمر الحضرمي الجامع ليضم عدة مكونات سياسية وقبلية ومدنية وشبابية وعلماء وشخصيات إجتماعية تنتشر في كل مديريات حضرموت وفي المهاجر الحضرمية ,وأصبحت تشكل حركة جماهيرية واسعة تضم الآف المؤيدين والمناصرين. وإثر تعمق وإتساع الخلافات, تقدم الكثير من عقلاء حضرموت بمبادرات للتوفيق بين الطرفين وتجاوزتبايناتهم , ولكن جهود هذه اللجان التوفيقية باءت بالفشل, نتيجة لتعنت تحضيرية الجامع وإصرارهم على إنهم هم من يمثل حضرموت ولا أحد سواهم وهم الوحيدون من يقرر من يريدونه ومن لا يريدونه , وأن آذانهم لا تسمع إلا ما ينطقونه وأعينهم لا ترى إلا ما يعرضونه وعقولهم لا تقبل إلا مايقرونه. وإستمروا في إندفاعهم الجنوني في تشكيل لجانهم المختلفة ورؤاهم ومعاييرهم دون أي إلتفات لأي صوت آخر وكأن ما يقومون به هو شئ مقدس ومنزل من السماء وليس لأحد كان حق الإعتراض .
إذن نحن أمام حالة لا ترتبط بأخلاقيات البشر وأنسانيتهم وأفكارهم السوية , التي لابد لها في كل الأحوال ,أن تعير المحيط الذي تتعايش معه شئ من التفاهم والإستماع والتقبل والتوافق , فالجميع يعيش في مركب واحد وما يضر أحد الأطراف بالتأكيد سيصل ضرره للآخر, وإنما مانراه أمامنا هو أقرب إلى الحالة البهيمية و السادية ,و تتطابق مثلما قلنا مع جنون وهيجان وإضطراب قطيع البقرالبري,المنفلتة في البراري , والتي ليس لها من دورإلا النطح والرفس والجري في كل إتجاه بحسب أهواء عتير البقر.
ولكن يبرز لنا السؤال المحير والذي نبحث جميعنا عن إجابته !!! ترى من هو عتير البقر في تحضيرية الجامع ؟؟؟وهل هو من داخلها أو خارجها؟؟؟ وهل هو من داخل حضرموت أو خارجها ؟؟؟ وبالتأكيد فإن الأيام القادمة كفيلة بتقديم الجواب ... ولكن نأمل أن نكتشف سريعا هذا الثور الهائج(العتير) , ونوقفه عند حده ,قبل أن يوصل حضرموت الخير إلى المهالك لاسمح الله.وأن غدا لناظره قريب.
*ناشط سياسي وإعلامي ومؤسس وعضو إعلامية حلف حضرموت
الآراء في هذا
القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها
0 تعليقات