لابد من عاصفة حزم إعلامية ... تسحق الإمبراطورية الإعلامية الحوعفاشية
![]() |
أرشيف الكاتب |
عامان إنقضيا منذ إنطلاقة عاصفة الحزم المباركة في 26/3/2015م ,تم خلالها دك أسراب الطائرات ومرابضها ومطاراتها ومنصات الصواريخ الباليستية والحرارية وما شابهها والزوارق والطرادات الحربية ومعسكرا ت الجيش ومخازن السلاح والصواريخ ومختلف صنوف المعدات العسكرية المتطورة البرية والبحرية والجوية الرابضة والمتحركة وغرف التحكم والسيطرة والعمليات والإتصالات ,وفي مختلف مواقع تواجدها في كل من صنعاء وعدن والحديدة وتعز وصعدة ومأرب وحجة وعلى طول وعرض الجمهورية اليمنية . وبصورة عامة تم سحق الجيش العائلي العفاشي والمليشيات الطائفية والقبلية الحوثية المدعومة من إيران ,التي لطالما تم إستعراضها لإرهاب الشعب اليمني وضرب المقاومة الشعبية الجنوبية وتهديد الحدود الجنوبية للملكة, وجعلتها في بضعة أيام شذر مذر. وتم خلالها تحرير الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة ومأرب والجوف وحضرموت وأجزاء واسعة من الساحل الغربي وصعدة وتعز وحجة وأصبحت القوات الموالية للشرعية على بعد عشرين كيلو مترا من العاصمة صنعاء وتسيطر على ما يقارب من 75%من مساحة الجمهورية اليمنية , وأقامت السطة الشرعية مؤسساتها الحكومية الوزارية والمحلية في هذه المناطق المحررة ,إنطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن الذي تواجدت فيه الحكومة الشرعية وتم نقل البنك المركزي اليمني الرئيسي اليها.وبالرغم من كل هذه الإنتصارات الضخمة إلا إننا نرى أن الحوثي وعفاش لازالا يمتلكان الحاضنة الشعبية الكبيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في معظم الشمال اليمني الزيدي والشافعي, ولا زلنا نرى المهرجانات المليونية المؤيدة للإنقلابين تخرج بين الفينة والأخرى في صنعاء وبقية المدن الأخرى , ولازالت إعترافات أسرى الإنقلابيين , بانهم يقاتلون في نجران وجيزان ,وصواريخهم تضرب مكة والمدينة والرياض, تبين حجم التظليل الأعلامي وغسيل المخ الذي يوهمونهم به, ولازال تلاحم المواطنين هناك مع سلطتهم وجيشهم على أشده.فماهو يا ترى أسباب كل ذلك ؟؟؟ الذي يبدو متناقضا مع المنطق العسكري والإنساني!!!
وحقيقة الأمر إن كل هذا الصمود الأسطوري للإنقلابيين وإستمرار الحاضنة الشعبية لهم ,لم يأتي من فراغ وإنما هناك منظومة إعلامية ضخمة تقوم بهذه المهمة الكبيرة بكل المقاييس.
فلقد إمتلك نظام عفاش امبراطورية إعلامية داخلية وخارجية ,متكاملة الأركان من حيث الكادر والجيش الإعلامي وتعدد الوسائط وتنوع التخصصات وتراكم الخبرات والرؤى والإستراتيجيات في كافة مجالات الإعلام ,والذي تم تركيزه داخليا وبإمكانيات تقنية محدودة وقليلة التكاليف لكنها واسعة الإنتشار ودقيقة التوجيه,مستغلة وسائط صحافة المواقع الإلكترونية التي إمتلكت منها عشرات الآلاف ومواقع الواتساب والفيسبوك وتويتر وغيرها المعدة بمئات الآلاف , لكسب الرأي العام الداخلي تتواءم مع ثقافته المحدودة وإعتزازه الوطني ونفسيته المتقبلة للأكاذيب .وهذا مالم يستطع الإعلام الخارجي السعودي والخليجي ,المضاد له من إختراقه ,رغم تطوره التكنولوجي .وقد تشكلت هذه الإمبراطورية خلال مايقارب أربعين عاما من فترة حكمه , واليوم عندما تزاوجت منظومة حكمة مع منظومة حكم الحوثي , إتسعت هذه الإمبراطورية الإعلامية للإنقلابيين, لتضم إليها ماكان ينتقص إليه إعلام عفاش, في مجال التضليل الديني والتحفيز الثوري, إضافة إلى خبرات وتقنيات وإستراتيجيات الإعلام الإيراني وإعلام حزب الله والحوزات الشيعية في إيران والعراق وسوريا وبقية العالم , وإرتباطاتها بالإعلام الصهيوني والغربي, التي تكفلت بالإعلام الخارجي ومواجهة الإعلام السعودي والخليجي المتطور ,فأصبحت هذه الإمبراطورية ضخمة جدا بما لا تقاس وتأثيرها هائل ,في أوساط النخب والغوغاء في طول وعرض الجمهورية اليمنية ,المحررة منها والتي لازالت تحت قبضة الإنقلابيين.إذن هكذا يجب أن نفهم ,كيف أن منظومة حكم الإنقلاب الحوثي العفاشي لازال ممسكا بتلابيب السلطة في المناطق الغير محررة ,ويهيمن على عقول وأفئدة وتعاطف معظم سكان هذه المناطق ونخبها , ناهيك عن كل موظفي أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والدينية.ويقوم بإرباك الحياة وخلط الأوراق وصنع الإشاعات وإختلاق الخلافات الوهمية وتأجيج الصراعات داخل مكونات الشرعية ومع قوات التحالف وفي أوساط المواطنين في المناطق المحررة. ولهذا نجد إن الإنتصارات العسكرية الضخمة التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف لاتأخذ طريقها بسهولة لخلخلة صفوف الإنقلابيين وإيجاد حالة الإنكسار والهزيمة في نفوسهم ونفوس الحاضنة الشعبية التي توفر الأمن والدفء والدعم الكامل لهم, وكأن شيئا لم يكن, ولازال إعلامهم يوحي لمناصريهم بأنهم لازالوا في عدن وأبين وحضرموت والمخا ومأرب وأن قواتهم تقترب من مكة والمدينة وصواريخهم تدك الرياض وأنهم هم المنتصرين وأن آلاف القتلى هي في صفوف خصومهم أما هم فقتلاهم محدودين, ويقتنع مناصريهم بهذه الأكاذيب ويزدادوا تلاحما مع الإنقلابيين ,فقد أصبح النصر بالنسبة لهم قاب قوسين أو أدنى.
إذن هذه كارثة إنسانية بكل المقاييس لا تماثلها إلا الحالة النازية في ألمانيا أيام هتلر ,فمن شدة تأثير وتغلغل الإعلام النازي في أوساط كل الألمان وإيمانهم المطلق بصدقه, فقد ظل الألمان شعبا ونخب وجيوش مقتنعين بالنصر وعدم الهزيمة حتى لحظة إنتحار زعيمهم السفاح هتلر وإنتحارغوبلز مهندس السياسة الإعلامية النازية, بالرغم من إن مدنهم قد دكتها طائرات الحلفاء ودخلتها جيوشهم ووصل الروس إلى بعد 20متر من وكر هتلر وغوبلز.شئ لايصدق أن يكون تأثير الإعلام النازي بهذه القوة والتأثير على الشعب الألماني ,الذين يعتبرون أنفسهم سادة العالم في العلم والثقافة والتكنولوجيا والإقتصاد وفي كل شئ,فما بالك في تاثير إمبراطورية الإعلام الحوثي العفاشي الإيراني ,التي تأسست على نمط الإعلام النازي ,على شعب متخلف يتعايش مع الكذب و الدجل والخرافات وحروز الدخول للجنة ,ولايمكن مقارنته البتة بالشعب الألماني المتطور.
والحال هكذا فإن على دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن يتدارسوا هذه الإشكالية بعناية فائقة ,وأن يقوموا بإطلاق عاصفة حزم أخرى, مهمتها فقط هزيمة الإمبرطورية الإعلامية الحوثية العفاشية الإيرانية وأتباعها. وبالتأكيد فهي لن تكون بتكلفة عاصفة الحزم العسكرية ولن تأخذ الكثير من الوقت ولكن سحق هذا الإمبراطورية الإعلامية سيعجل بالهزيمة الكاملة للإنقلابيين وإستسلامهم دون قيد أو شرط ,بعد أن يفقدوا المحفز الداخلي لدى مناصريهم وهم كثر إلى حد الآن ,ويفقدوا أيضا قدرتهم على إرباك الحياة والأمن في المناطق المحررة.
*ناشط سياسي وإعلامي ومؤسس وعضو إعلامية حلف حضرموت
الآراء في هذا القسم لا تعبر عن وجهة نظر الموقع فهي تعبر عن وجهة نظر كاتبها

0 تعليقات